خاص شدة قلم: عهد ميشال عون.. ليس كمثله شيء!

لستُ أدري بأي لغة وأي أسلوب وأي طريقة.. يفهم مَنْ يحكمون ويتحكّمون بهذا البلد المنكوب بشعبه قبل حكّامه.. كما لستُ أدري بأي وصف ممكن أنْ أنعت مَنْ يسيطرون على هذا البلد.. خاصّة أنّنا عشيّة “جلسة العار” الساعية إلى إقرار رفع الحصانات.. نيابياً عن كل متّهم لأي سبب كان بجريمة تفجير مرفأ بيروت.. وما تسبّب به من كوارث على العاصمة بيروت والبلد أجمع..

فإنّ العهر والفجور من آخر لحظاته يبدأ من تبجّح حاكم مصرف لبنان المركزي “أبو ليرة بخير” أمام المجلس الأعلى للدفاع.. معلناً عدم قدرته على فتح اعتمادات جديدة للمحروقات.. والناس تموت من الحر وانقطاع الكهرباء وفقدان الدواء.. ليأتينا البيان الرسمي ليلاً كاشفاً أنّ سعر المحروقات أصبح وفقاً لسعر صرف السوق السوداء..

بأي كلمات ممكن أنْ ننعت هذه التماثيل المتحكّمة من رأس الهرم إلى أسفله.. الذين لا يخجلون ولا يهابون أي دين أو عرف أو أخلاق.. فدماء الشهداء لم تبرد بعد والأيام الخمسة التي أعلن “بي الكل” أنّ نتيجة التحقيق ستُعلن في نهايتها لم تنته بعد.. ونحن نموت في زمن الإنجازات الكبرى..

عهد ليس كمثله شيء.. 24/24 كهرباء مافي.. الدواء مقطوع وإذا توفر أسعاره حلقته في السموات.. طوابير على مد العين والنظر من أمام محطات المحروقات طلباً للمازوت والبنزين ومؤخراً مراكز تعبئة الغاز.. وليس أوّلاً طوابير المودعين أمام المصارف.. وتالياً طوابير الهاربين من جور الوطن إلى رحاب الغربة.. فتراصوا أمام مراكز الأمن العام والسفارات.. وثالثاً طوابير الضحايا في برادات المستشفيات بعدما عجز الأهالي عن دفع المصاريف.. ولا ننسى ضحايا الشهداء الذين ارتقوا في طوابير وإشكالات البنزين.. ناهيك عن الرصاص الطائش.. والسلاح المتفلّت وعمليات الثأر وصراعات سلاح الدويلة المستحكم بالدولة..

إنجازات تُسطّر وتبقى للتاريخ يذكرها.. ويؤكد أنّ عهد “ميشال عون” كان الأقوى على مر العهود اللبنانية.. رخاء ونعيم واستقرار وبحبوحة وأمن.. استخرجنا النفط والغاز وأقررنا البطاقة الصحية لكبار السن.. وقضينا على التحكم الطائفي وانتخبنا مجالس على قاعدة “فليفز الأفضل”.. و”سكّرنا العجز”.. وأنهينا الفساد واستعدنا المال المنهوب ورمينا اللصوص كبارهم قبل صغارهم في السجون.. وأصبحنا دولة مدنية لا تتحكّم بها الأديان وبدأنا نتحضّر لغزو الفضاء بعدما تحوّلت حكوماتنا ومعاملاتنا الإدارية إلى إلكترونية ممغنطة وتُنفذ عن بُعد..

في عهد ميشال عون القوي.. “تعبنا من كتر القوة”.. ولم نعد نحتمل لأنّ الخير فاض علينا.. ونحن شعب “بطران”.. فنأكدها وبالفم الملآن.. إرحل وخُذ عهدك معك.. فنحن لا نستحق أن تحكمنا لأنّنا أقل من “عونك الجايي من الله”..


مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة