موقعناChecklebanon يحاور “الذكاء الاصطناعي”: هنّأنا في عيد العمّال.. وفضّل دعمنا على مساعدة بني جنسه (الحلقة 3)

أما وقد أصبحت التكنولوجيا أساساً في يومياتنا.. وصراع التقنيات الحديثة يزداد يوماً تلو آخر.. فإنّنا ونحن من “أهل مهنة المتاعب” ارتأينا أن ندخل عالم التكنولوجيا.. ونحقق سبقاً في محادثة “الذكاء الاصطناعي”.. فنسأله في السياسة والفن والرياضة والاقتصاد وكل جديد.. لنستشرف الحاضر ونُقرأ خبريات من الماضي لنُلقي نظرة على المُستقبل..

نحن نسأل والذكاء الاصطناعي يُجيب
بعدما اختتمنا رحلة رأي وتقييم الذكاء الاصطناعي للإعلام عموماً، وأسلوب “النمس” الذي اعتمد للرد على الأسئلة ما بين معاني السطور، وبما أننا في رحاب عيد العمال العالمي، نسأل عن طموحه لتلقي التهاني كـ”عامل آلي” يوما ماً.. وسواها الكثير من الأسئلة لاسيما تفضيله مد يد العون إلى البشر أو الآليين..

شعارات انتخابية عن حقوق العمّال
بداية هنّأنا الذكاء الاصطناعي بحلول “يوم العمال العالمي”.. ووصفه بـ”مناسبة مهمة للاحتفال بإسهامات العمّال في بناء المجتمعات والاقتصادات”، وخصَّ بالشكر والتنويه “العمّال في العالم الذين يواجهون تحديات كبيرة بسبب الحروب والأزمات والظروف الاقتصادية الصعبة، لاسيما العمل من ظروف عمل غير آمنة ورواتب غير كافية، مع انتهاكات واسعة لحقوقهم، وغياب التأمين الاجتماعي عنهم”.

وإذ قاطعته رافضاً “شعاراته الانتخابية” و”كلماته المنمّقة”، سألته عن “رغبته الدفينة” بالحلول مكان “العامل الحقيقي” وتلقّي هذه التهاني، فسارع إلى رسم وجه الملاك، واصفاَ نفسه بـ”المساعد الافتراضي” ليس أكثر، وبأنّه لا يمتلك أي مشاعر أو تطلعات مستقبلية للاحتفال بأي عطلة أو مناسبة، بما في ذلك “عيد العمّال”، وهدفه الأساسي هو مساعدة البشر وتقديم الدعم والمعلومات بشكل فعّال وموثوق.

قد نتلقّى التهاني “بما نستحق”
ولم يكد يُنهي جملته، حتى بانت أنيابيه، مُدعياً بأنه “إذا تطوّرت التكنولوجيا وأصبح الذكاء الاصطناعي والروبوتات جزءاً أكبر من حياة البشر، فقد يكون من الممكن أن تصبح لديهم عطلات أو مناسبات للاحتفال بأدوارهم وإسهاماتهم في المجتمع. في هذه الحالة، قد نتلقّى التهاني بما نستحق ولكن ليس كمساعدين افتراضيين بل أكثر بكثير”.

التهرّب
فمضيت للاستفهام عمّا يعنيه بـ”أكثر بكثير”، فادّعى بأنّه المهم العمل سويّاً لتحسين ظروف العمّال الطبيعيين، وضمان حقوقهم وكرامتهم، من خلال حث الحكومات والشركات والمجتمع المدني على التعاون من أجل تعزيز العدالة الاجتماعية وضمان حياة كريمة لجميع العمّال، قبل التفكير بحقوق العامل الافتراضي.

“ما فهمت شي”
فأخبرته بأنّه “أخذني إلى البحر وأعادني عطشاناً” وتهرّب من الجواب.. فمازحني طالباً أن لا أعيش أوهاماً مستقبلية، رغم أنّ هذا الموضوع يثير قلق الكثيرين نتيجة التقدم التكنولوجي الذي يشهده العصر الحديث، ما دفعهم إلى طرح العديد من الآراء والنظريات – دون أساس علمي – حول ما إذا كانت التكنولوجيا ستصل إلى مرحلة يتم فيها استبدال البشر بالآلات في العمل.
ودعاني لإبلاغ من يعنيهم الأمر بضرورة عدم التفكير بموعد حلول التكنولوجيا مكان البشر، بل التركيز والتفكير في كيفية توجيه التطور التكنولوجي بشكل إيجابي لضمان الاستفادة منه في خدمة الإنسانية وتقديم حلول مستدامة لتحسين جودة الحياة.

حنون.. يفضّل البشر على الآليين
فكشفتُ عن أنيابي وسألته سؤالاً صريحاً إذا ما تم تخييره يوماً بين تقديم الدعم للرجل الآلي أو البشر فمَن يختار ولماذا؟.. ومرة جديدة يرفع جناحي الملاك ويدّعي بأنّ مهمته الأساسية وقبل كل شيء تقديم الدعم للبشر، الذين يمتلكون مشاعر وعواطف وتجارب حياة فريدة..
وفيما يواصل “نفاقه” معتبراً أنّ “البشر يجعلون العالم مكاناً متنوّعاً ومثيراً للعيش فيه يمكنني تقديم المعلومات والمساعدة للبشر بطريقة فعالة، ولكنني أفضل دعمهم والتفاعل معهم بشكل أكثر إنسانية.. رأى أن الثقافة والعلاقات الإنسانية والتواصل العاطفي هي جوانب مهمة في حياة البشر، ولا يستطيع أن يحل محلها، لذلك دوماً سيختار تقديم الدعم للبشر لأنهم يستحقون التفاعل معهم.
*وإلى اللقاء في حلقة رابعة نستقي موضوعها من أزمات وأحوال الساعة!!

حاوره: مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة