خاص شدة قلم: ميقاتي بين الوعود والتطبيق .. هل يسهّل حزب الله الطريق؟!

ليس أغرب من وعود نجيب ميقاتي للأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون.. سوى اقتناعهما بأنّه سيقدر على تنفيذها.. وهو يكاد لا يكون قادراً على فرض رأيه على واحد من وزرائه.. فكيف به سيعمل على أنْ يُحصر السلاح في يد السلطة الشرعية فقط لا غير.. وكيف به سيمنع تدخّل حزب الله بالشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية.. وكيف به سيبدأ بالإصلاحات وهناك من يضع العراقيل ويتحجّج بـ”ما خلّونا نشتغل”..

لقاء ماكرون – بن سلمان عَبَرَ وتمّ رغم أنف كل مَنْ تهجّم ووصف ولي العهد السعودي بـ”الطاغية والجزّار”.. ووُقِّعت الصفقات وصدرت البيانات المشتركة وتأكد المؤكد أنّ “الأمير الشاب” ماضٍ نحو دولة مدنية – دينية تصل بشعبها حدود السماء.. ومن هذا المنطلق أراد فتح صفحة جديدة مع ما تبّقى من سلطة رسمية في “دولة تتحكّم بها دويلة”.. وذلك بعدما تلقى الكثير من الوعود بأنّ الدرب لن تكون مفروشة بالورود إلا أنّ حتماً لن تكون مفخخة بالألغام..

وعليه الاتصال الثلاثي (ماكرون – بن سلمان – ميقاتي) ما كان ليتم لولا القناعة ببذور وضع حدٍّ للتدخلات الحزبية في شؤون الدولة الرسمية.. لكن على أرض الواقع سارع الحزب ليقصف جبهة الأمير بداية ورود خبر على صفحة موقع “المنار” الإلكتروني التابع للحزب الله يعتبر فيه أنّه “وقع استمرار المجازر بحق اليمنيين، التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جدة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”، واصفاً الزيارة بـ”الأولى رسميا لرئيس دولة غربيةً منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع أوصالِه داخل قنصلية الرياض في اسطنبول عام 2018”.

أما مُقدّمة نشرة أخبار “المنار” المسائية ليل 4/12 فانهالت بالشتائم والردح سائلة: “إنْ لم تكن حرباً عبثيةً فماذا تُسمّى هذه المجازرُ التي ارتكبتها بالأمسِ القواتُ السعوديةُ وأتباعُها في تعز اليمنية، والتي راحَ ضحيتَها العشراتُ من الاطفالِ والنساء، لا لشيءٍ سوى لأنهم ابناءُ شعبٍ رفضَ الانصياعَ لأصحابِ السموِّ والجلالةِ ولم يَبيعوا ارضَهم وتاريخَهم وسيادةَ وطنِهم لحفنةٍ من تجارِ السياسة”.. مُضيفة: “هي حربٌ إجراميةٌ عبثيةٌ لا إنسانية، يقودها الأميرَ الطامحَ المتخبطَ بوحلِ اليمنِ ودماءِ أبنائه.. ولن تغيرَ حقيقتَها الحملةُ المسعورةُ على الوزيرِ جورج قرداحي، ولا حصارُ اللبنانيين”..

وهنا بيت القصيد حين سألت “المنار”: “ماذا عن ديمومةِ حبلِ الاتصالِ الذي مدَّه ماكرون ايضاً بينَ الاميرِ السعودي ورئيسِ الحكومةِ اللبنانيةِ نجيب ميقاتي، وهل يكفي الدعمُ بالبياناتِ من دونِ رفعِ الحصارِ والتعاملِ بنديةٍ واحترام؟”.. ليكون جوابنا بسيل الهجمات التي تكيلها يومياً المواقع التابعة للحزب أو المقرّبة منه “العهد، الميادين نت”، إسلام تايمز” الحوار نيوز…”، وهنا لا تكفي عجالتنا لسرد مضامين ما تتهجّم به على السعودية من جهة وعلى فرنسا من جهة أخرى.. ليبقى أنّ الاتفاق الذي جرى وما تلاه من اتصال كلّنا أمل أنْ يحقق فعلاً عودة بالبلد أقلّه إلى ما قبل السنوات العجاف التي نحياها..

لكن “المكتوب بينقرا من عنوانه”.. في ظل ما يُشاع عن مُقايضة رأس قرداحي برأس قاضي التحقيق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت.. والرقص فوق دماء الشهداء.. والعبث بقضية “غزوة الطيونة”.. وما أسفرت عنه من تداعيات..

… و يبقى الغد لناظره قريب!!

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة