خاص: عندما تتحوّل استقالة “الحيدر” من رئاسة بلدية الشويفات تنصلّ من المسؤولية!!

على هامش تقديم رئيس بلدية الشويفات زياد حيدر استقالته، وبعد المآسي التي تعيشها بلدة الشويفات، فإنّنا نجد أنفسنا لا بد وانْ نرفع الصوت، بعد 3 سنوات من الإقامة في هذه المنطقة، وقبلها كتبنا كشركة I Sense أجمل الملاحم والمعلقات ، لاسيما ضمن مجلّد “حديث بلديات”، عن هذه البلدية التي كانت من أكثر المناطق ليس فقط غنى وتنوّعاً، بل أفعال لا أقوال، من بنى تحتية، وتحويل الصحراء إلى مدينة تضم العديد من المصانع، التي تؤمن العمل لليد العاملة اللبنانية وغير اللبنانية.

بعد الاستقالة قد يقول قائل بأنّ “رئيس البلدية” لم يجد أمامه حلاً لمواجهة العجز إلا بالاستقالة، لكن مَنْ يتواجد في قلب الحدث، يعرف أنّه لو أراد وفريق عمله العمل، لعملوا وحققوا الإنجازات، ولكان الوضع أفضل، ولا ذريعة أو مجال للتهرب من المسؤولية بالاستقالة، خاصة أن منظر بلدية الشويفات عن قرب يتّجه ناحية الأسوأ، لاسيما مع معايشتنا كموقع إخباري وكسكان، للمدينة والبلدية بشكل يومي، ما جعلنا نضع الإصبع على الجرح، والتأكد من أنّ هناك أموراً كثيرة تبدّلت وتغيّرت!!

فهل فرضت المتغيّرات السياسية هذا التغيير؟!، أم انتقال قيادة البلدية من الضفّة الاشتراكية إلى الضفّة الأرسلانية أضرّها؟!، وهل أساء الأرسلانيون في إدارة بلدية الشويفات؟!، علماً أنّ العمل البلدي – كما هو متعارف عليه – عمل جماعي، والخدمات التي تُقّدم إلى أهالي الشويفات، بما يعنيه أنّه لو تبدّلت شخوص البلدية، فالسكان والأهالي لم يتبدّلوا!!

دون اتهامنا بالعنصرية والتحيّز، أو المناطقية والتمييز، فإنّ العابر في الشويفات، قبل المُقيم فيها، أصبح يدرك أنّ المنطقة لم تعد لأهلها الأصليين، في ظل تبدّل ديموغرافي رهيب، وظهور مجموعات مختلفة من البشر، وشعوب مختلفة تسكن المنطقة لا يمتّون إليها بصلة، دون رقابة من البلدية على “الفايت والضاهر”..

وقبل الغوض في بحر الإهمال، نبدأ من رحلة الأمن.. ففي بعض شوارع الشويفات “طار الأمن والأمان” من عيون وقلوب الأهالي، ونحن كموقع إخباري ننشر بشكل شبه يومي أخباراً عن جرائم: سرقة، نشل، اعتداء… وما إلى هنالك، فقبل أن نسأل “وينيه الدولة” نجد أنفسنا نسأل “وينيه البلدية؟!.. ليه ما عم تسهر على أمن المواطنين بالتعاون مع الدولة؟!”..

الإهمال، وما أدراك ما الإهمال، بدءاً من مافيا المولّدات الكهربائية، وإنْ هددتهم باللجوء إلى البلدية، يضحكون ويضحكون ويسبقونك إليها وكأنّ “حاميها حراميها”.. فأين الرقابة؟!، ناهيك عن الحُفر وتضاريس الإسفلت التي تحوّلت إلى ما يشبه الأدغال، في ظل طوفانات المياه مع كل زخّة مطر، وآخرها فكرة ردم الحفر بأغصان الشجر، ما يعرّض العابرين نهاراً قبل ليلاً للخطر.. وين البلدية؟! يا اهل الخير “من 3 سنين ما شالوا شجرة الميلاد”…

حتى أبسط الأمور التي لا تحتاج إلى روتين إداري أو تكاليف مالية، غابت عنها البلدية، فإلى متى سيبقى القائمون على البلدية يتذرّعون بانقطاع العائدات، وتراجع القدرة المالية، في حين أنّها لا تلبي أدنى مستوى من احتياجات الناس.. ولعل المشهد الذي نقلناه عبر “موقعنا” خلال “الشتوة الأخيرة” والأضرار التي لحقت بالناس، إضافة إلى عدد لافت من المنازل الآيلة للسقوط، فإنّه على أقل تقدير جولة من لجنة البلدية قد تكون كافية لتفقد الأخطار قبل “وقوع الكارثة” وإزهاق أرواح الناس..

من هنا، إنْ توافر المال أو لم يتوافر يؤسفنا أن نقول “الفوضى مستشرية “.. ولن نتطرّق الان إلى الفساد لأنّنا لسنا من العالمين ببواطن الأمور.. أو المتعمّقين “حتى تاريخه” بملفات البلدية الداخلية، إلا أنّه يكفينا ما نعايشه من إهمال أولاً وثانياً وأخيراً..

ورُبَّ سائل يسأل: لماذا تغيب البلدية عن القيام بدورها، وهي في الأصل “حكومة مستقلة” أو بمعنى آخر “دويلة مصغّرة”.. حتى لكأنّ الانتخابات البلدية والاختيارية أكثر أهمية من الانتخابات النيابية لأنّ العمل على الأرض والاقتراب من الناس، وحتى السيطرة والهيمنة للبلدية قبل النوّاب..

فأين الشويفات التي كتبنا عنها “أطروحات”؟!.. أين الشويفات التي تغنّينا يوماً بإنجازاتها البلدية؟!.. وأيضاً أين الشويفات التي تفاجأنا بأنها عقارياً أكبر من بلدية العاصمة بيروت بكيلومتر مربع واحد؟!.. أين البلدية التي تُعتبر من أغنى البلديات في لبنان؟!.. أين الجباية من المطار وسواه؟!..

تتذرّعون بالتدخّلات السياسية، لا يعنينا لأنه لا ذنب للسكان والأهالي بالتعرّض للخطر، أو خسارة مالهم الخاص، كالسقوط في الحفر وتكسّر السيارات.. أو النجاة بأعجوبة بعدما سقط حائط ما.. أو النشل والاعتداء سواها، دون أي رقابة أو حفظ للأمن!!

ونصل إلى الطامّة الكبرى.. تتوجّه إلى البلدية لتلتقي فلاناً أو علاناً، لكنّك تعاني الأمرّين وكأنّك تطلب موعداً من ملك أو أمير، حيث أصبح “كبار الموظفين” Super VIP أرجلهم لا تطأ الأرض..

عملياً وعادة، رئيس البلدية الديناميكي يكون قريباً من الناس، يتواصل مع الكبير والصغير، المسؤول ورجل الشارع، أما رئيس البلدية الحالي – وكما قيل ويُقال – بأنّه سكن برجاً أكثر من عاجي، ونأى بنفسه عن الناس، بينما “الريّس الحقيقي بينزل مع الناس بالجورة”.. رئيس البلدية الحقيقي يضع يده مع أيدي العمّال، يزور الناس ويسأل عن شؤونهم وشجونهم، لا النظر إليهم من برجه القريب من السماء..

والختام كما البداية، من فشل في الإدارة، لا ذريعة له بالاستقالة، ولكنها قد تكون حلاً وإفساحاً في المجال لمن سبق وأدار البلدية وجعلها من أرقى وأهم بلديات البلد، أن يستعيد إحكام قبضته على أمنها أولاً، وحماية الناس من الوافدين والمشاغبين، ومن ثم النظر إلى هموم الناس وأحوالهم، لا أنْ نستلقي على شواطىء خلدة، ونتبجّح بأنّ الأمن فلتان وغير ممسوك في منطقتنا.. اقتضىى التوضيح..

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة