خاص: هزّ الدولار سعره بالأمس ورقصّونا السماسرة… هذا ما حصل معي!!

في إحدى أغانيه التي تعني لي كثيراً على الصعيد الشخصي.. قال الموسيقار الراحل ملحم بركات “صار بدنا حريق”.. فعلاً يوم تلو آخر أتأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأننا كلبنانيين “صار بدنا حريق”..

مساء الأمس لعب سماسرة أزمتنا المالية بتسعيرة الدولار.. فرفعوه بما يزيد عن الـ7 آلاف ثم عادوا وهبطوا به 4 آلاف.. ما أسفر عن حالة من البلبلة والضياع في سوق الحرامية..

الصرافون أغلقوا أبوابهم.. والعديد من محطات المحروقات رفعت خراطيمها.. وأخرى امتدت طوابير السيارات أمامها لعشرات الأمتار..

والأنكى أن عدداً كبيراً من الصيدليات أغلق أبوابه.. بـ”عذر أقبح من ذنب” نهاية الأسبوع والموظفون يسعون إلى الراحة.. تحضيراً ليوم أحد قد يكون عامرٍ بالمفاجآت المالية رغم إغلاق المصارف أبوابها.. وتوقف عمليات الصرف والصيرفة..

على الطريق من صيدا إلى بيروت.. زحمة سيارات مرصوصة أمام المحطات.. يتزاحم بعضها على البعض الآخر.. استباقاً لوصول قرار الإغلاق ورفع الخراطيم.. مناحرات بين الزبائن وبلبلة بين العاملين.. وضياع في زمن الحر.. واحتمالية وقوع أي مكروه لا سمح الله.. نتيجة ارتفاع درجات الحرارة..

طرقتُ باب الصيدلية لأشتري دواءً لإبنتي.. فانتظرت لأكثر من 15 دقيقة ليس للتأكد مما إذا كان الدواء متوفراً أم لا.. بل للتوافق على أي سعر سيتم بيعي الدواء.. وهل على السعر الأصلي المسعر به.. أم سعر الارتفاع أو سعر الهبوط.. فيما الخوف كل الخوف من الخسارة إذا بيعت الأدوية بسعر وارتفع الدولار غداً.. و”الضمير في خبر كان”..

حتى باعة تشريج الهواتف في حالة من الضياع.. فعلى أي سعر سيبيعني.. وإنْ باعني بطاقة تشريج بسعر 800 ألف ليرة؟؟ وارتفع سعرها في اليوم التالي يقع في خسارة.. لذلك قرر رفع السعر من باب الاحتياط.. وبما أنّني كنتُ مضطراً للتشريج إلا أنّ أكثر ما أكرهه هو النصب توجهت إلى محل ثانٍ وثالث والحال واحد..

لذلك رحم الله ملحم بركات مرّات ومرّات.. لأنّنا كشعب سيئ بحق بعضه البعض.. “بدنا مليون سنة لنعرف كيف نصير بشر”.. أو “تعوا ننسى كيف نصير بشر”..

الجمهورية | البنزين بلا دعم خلال أسابيع؟

خاص شدة قلم: مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة