الحزب والحركة وخطة المرحلة المقبلة: كلّ الخيارات مفتوحة !

شكّلت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثانية عشرة في الرابع عشر من حزيران محطّة مهمّة في إدارة المعركة السياسية لدى الحزب وحركة أمل وحلفائهما. فعلى عكس كلّ التوقّعات خرج الثنائي الشيعي من الجلسة مرتاحاً للنتائج وللأجواء التي سادت الجلسة، وبدأ الاستعداد للمحطّات الأخرى، فيما سيكون العنوان الأبرز: الحوار هو الحلّ وكلّ الخيارات مفتوحة.

خطة المرحلة المقبلة

فما هي أبرز نتائج جلسة 14 حزيران حسب أجواء الحزب والحركة وحلفائهما؟ وما هي خطة المرحلة المقبلة؟

تلخّص المصادر المطّلعة على أجواء الحزب والحركة نتائج الجلسة الانتخابية بالتالي:

1- نجح الحزب والحركة في تشكيل قوّة نيابية متماسكة تدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وعمادها 51 نائباً على عكس كلّ التوقّعات. وهذه نتيجة مهمّة يمكن الانطلاق منها لمتابعة المعركة في الأيام المقبلة.

2- لم يستطع المرشّح الوزير السابق جهاد أزعور تخطّي ستّين صوتاً بعكس كلّ التوقّعات، والقوى التي دعمته ليست متماسكة ومتوافقة على رؤية موحّدة وفشلت في إسقاط ترشيح فرنجية وأبقت الباب مفتوحاً لنقاش مستمرّ في المرحلة المقبلة.

3- ما يزال الثنائي الحزب والحركة وحلفاؤهما متمسّكين بترشيح فرنجية، لكنّهم أكّدوا خيار الحوار للوصول إلى تفاهم على الرئيس المقبل. وفتح فرنجية الباب أمام إمكانية عدم الاستمرار بالترشُّح في حال التوصّل إلى تفاهم على رئيس مشترك، حسبما أعلن في خطابه يوم الأحد في 11 حزيران لمناسبة ذكرى مجزرة إهدن. وهذا يعني إبقاء الباب مفتوحاً على كلّ الخيارات وعدم التمسّك بخيار نهائي، مع أنّ الثنائي وحلفاءهما ما يزالون مطمئنّين إلى إمكانية وصول فرنجية من خلال تسوية متكاملة ترعاها فرنسا والسعودية بدعم سوري – إيراني وعدم معارضة بقيّة الدول المعنيّة بالشأن اللبناني.

4- أثبت الرئيس نبيه برّي قدرته على تجاوز الضغوط الداخلية والخارجية وعلى إدارة اللعبة البرلمانية بحذاقة، بحيث لم تنجح قوى المعارضة بفرض أجندتها عليه.

5- ينتظر الحزب والحركة نتائج الحراك الداخلي والخارجي في الأيام المقبلة كي يبنوا على الشيء مقتضاه. وهم حاضرون للحوار والنقاش على الرغم من أنّ أيّ حوار لن يقتصر على موقع رئاسة الجمهورية بل سيشمل كلّ المواقع الأساسية ورؤية البلد للمرحلة المقبلة.

6- لن يسمح الحزب والحركة وحلفاؤهما بالعودة إلى عام 2005 وإعطاء البلد وإدارته لفريق معيّن يستأثر بكلّ المواقع أو بتشكيل حكومة تفرض أجندتها عليهم. وهم مستعدّون للصمود والمقاومة في وجه كلّ الضغوط الداخلية والخارجية، وأصبحوا يشعرون بالراحة أكثر بعد جلسة الرابع عشر من حزيران.

إلى أين؟

لكن إلى ماذا ستؤدّي كلّ هذه المعطيات والأجواء؟

حسب المصادر المطّلعة على أجواء الحزب والحركة، فإنّهما أمام مرحلة جديدة داخلياً وخارجياً، ومرتاحان للأوضاع وينتظران نتائج الاتصالات والحوارات، وجاهزان لأيّ حوار أو نقاش جدّي، سواء في رئاسة الجمهورية أو غيرها، ولديهما هواجسهما وملاحظاتهما وأفكارهما، وعلى الآخرين أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار، وهما جاهزان للاستماع إلى الآخرين وأخذ هواجسهم ومطالبهم بعين الاعتبار، فهذا البلد لا يمكن أن يُدار من فريق دون آخر، والمطلوب هو الوصول إلى تسوية شاملة، وهذا هو الحلّ الأقصر لإنهاء الفراغ الرئاسي ووضع البلد على سكّة الحلول.

قاسم قصير- اساس

مقالات ذات صلة