عودة الحريري “السياسيّة” مرهونة بقرار سعودي: هل آن الأوان؟

عودة الحريري “السياسيّة” مرهونة بقرار سعودي غير مُتوافر راهناً
“المستقبل” مُستمرّ بتعليق نشاطه “العلني”… وجولات أحمد الحريري “شخصيّة”!

 

على “الورقة والقلم”، وفي التصريحات السياسية والحراك العلني، يؤكد “تيار المستقبل” ككوادر وقيادات حزبية لا تزال في جسم التنظيم، انها ملتزمة بقرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي بكافة اشكاله، وصولاً الى العمل الحزبي “المحدود”، الذي لا “يخدش” قرار الحريري، وبما يحد من “الخروقات” الطبيعية، لتداخل العمل الحزبي والخدماتي بالهاجس الانتخابي والسياسي لأي تيار سياسي.

ومن هذا التقديم، تنطلق اوساط قيادية مخضرمة في “المستقبل” لتقول ان التيار كحالة حزبية وخدماتية وشعبية لا يزال موجوداً على الارض، وهذا الامر الطبيعي، اذ لا يمكن ان يُمسح تيار سياسي عمره منذ العام 1992، مع تسلم الرئيس رفيق الحريري اول حكومة، وعمره السياسي والشعبي الفعلي منذ العام 2000 ، عندما حقق “الانتصار الانتخابي الكاسح”، رغم “محاولات الالغاء” التي تعرض لها.

وتشير الاوساط الى انه في الفترة الماضية برز حضور “المستقبل” في اكثر من استحقاق، من انتخابات المفتين في المناطق وصولاً الى انتخابات “اتحاد العائلات البيروتية”. وتستدرك الاوساط لتقول صحيح ان الحريري يؤكد ان لا قرار منه بالخوض في اي استحقاق مباشر سياسي او غير سياسي، لكن الواقع على الارض، ان “الحالة الحريرية” موجودة وان قيادة “المستقبل” لا يمكنها القفز فوق الاستحقاقات ولو من دون قرار تنظيمي ، لا سيما ذات الطابع السني الديني والشعبي، وحتى المجتمع المدني النخبوي كـ “اتحاد العائلات البيروتية” وغيرها.

وتؤكد الاوساط ان الانتخابات اثبتت وجود “الحالة الحريرية” في بيروت، وكذلك في انتخابات المفتين. فصحيح ان كل المفتين ولاءهم الطبيعي لدار الفتوى، ولكن الدار ومفتيها الشيخ عبد اللطيف دريان لم يبادلوا سعد الحريري، منذ اعتكافه السياسي والحكومي والنيابي ، الا بالود والتفاهم والتفهم والحرص على “رأي الحريري” ودوره السني والوطني.

في المقابل، تكشف اوساط سنية بيروتية واسعة الإطلاع، ان كل ما يحكى عن عودة سعد الحريري القريبة الى بيروت، مع تقدم التفاهمات السعودية – الايرانية والسعودية – السورية، هي مجرد تمنيات، وليس مرتكزاً على اساسات صلبة، رغم ان كل شيء ممكن في السياسة.

وتقول الاوساط وحسب الاجواء من زوار ولي العهد محمد بن سلمان، إن السعي الى “صفر مشاكل” مع سوريا وايران ودول الجوار، لا يعني الساحة اللبنانية ومشاكلها “الصغيرة” نسبياً، لبن سلمان هموم وهواجس “كبيرة” في اليمن والمنطقة وسوريا. وبالتالي عودة الحريري راهناً الى لعب دوره السياسي الطبيعي في الساحة اللبنانية، مرهون بقرار سعودي “كبير” غير متوافر راهناً.

لكن في المقابل، تؤكد الاوساط، ان الارضية لا تزال جاهزة لعودة الحريري، وهذه العودة ان حصلت ستكون بالتأكيد على ظهر “تسوية” كبيرة في المنطقة، ولو كانت متأخرة ربما حتى نهاية العام 2023!

ومع إصرار الحريري على قرار “تعليق” العمل السياسي بكل اشكاله الشخصية ولكل كوادر “التيار الازرق”، برزت في الاسبوعين الماضيين حركة امين عام “المستقبل” احمد الحريري، من زيارته الى عشائر خلدة والسعديات والبقاع، وصولاً الى لقاءات شعبية بقواعد “المستقبل” في المناطق، وليس إنتهاء امس بالمفتين المنتخبين اخيراً في المناطق.

وتؤكد اوساط في “المستقبل” ان حركة احمد الحريري “طبيعية” في المبدأ من ضمن وظيفته وصلاحياته، ومن باب تأكيد الحضور الشعبي والخدماتي لـ”التيار الازرق”، رغم شح الاموال وتراجع الخدمات التي كانت “جيدة” قبل العام 2019 .

ولكن الاوساط نفسها تنفي في المقابل، ان تكون حركة الحريري هي إشارة او مقدمة لعودة سعد الحريري او التمهيد لهذه العودة عبر جولات مناطقية او شعبية، بل لها طابع “شخصي” لأحمد الحريري، في ظل التنافس مع عدد من القيادات داخل “التيار” الطامحة لتبوأ منصبه كأمين عام، وثانياً عبر المتمولين ، لا سيما احمد هاشمية الذي يسعى الى تكوين “حالة حريرية” لا يستهان بها، كما يمتلك من الموارد المالية والبشرية ما يفوق امكانات الحريري و”المستقبل” حاليا.

علي ضاحي- الديار

مقالات ذات صلة