باسيل في وضع لا يُحسد عليه وأمام خيارين.. أحلاهما مرّ!
وضعت جلسة 14 حزيران رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما ان يستمر على موقفه الداعم للوزير السابق جهاد أزعور وينهي ما تبقى من تحالف مع حزب الله ويُستفرد سياسيا، أو ان يتراجع خطوات الى الوراء ويفقد مصداقيته التي يعمل على تثبيتها امام القوات والكتائب ويضرب شعبيته المسيحية.
لا شك في ان باسيل بات في وضع لا يُحسد عليه، فلا أحد يريد الاقتناع بأنه كرمى لعيون جهاد أزعور يمكن ان يضحي بتحالفه مع حزب الله وبتضامن تكتله النيابي ووحدة تياره السياسي وبزملاء له من النواب لأنهم لم يلتزموا بقراره بالتصويت لمرشحه، ما يؤكد ان ثمة وعودا اعطيت لباسيل من جهات معينة ربما خارجية بالحصول على مكاسب سياسية معينة او برفع عقوبات مقابل هذه التضحيات التي قد تذهب هباء، خصوصا مع فشل مخطط ترشيح ازعور وحشد الاصوات له في تحقيق نتائجه.
يبدو ان باسيل الذي يريد ان يحفظ خط الرجعة، قد اتخذ قرارا بحصر التفاهم مع حزب الله بعنوان واحد هو “المقاومة”، لكنه تناسى ان تفاهم “مار مخايل” لا يمكن تحويله الى تفاهم على القطعة، خصوصا ان عنوان “المقاومة” أساسي، وقد اخفق فيه باسيل اكثر من مرة لا سيما عندما تحدث عن “عدم وجود خلاف ايديولوجي مع العدو الاسرائيلي”، وتأكيده انه “يحق لاسرائيل ان تنعم بالسلام”، كما اخفق فيه مجددا ببذل كل ما لديه من امكانات ونفوذ من اجل قطع الطريق على مرشح رئاسي لا يطعن المقاومة بظهرها ويحافظ عليها هو رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لمصلحة مرشح لا يمت بصلة الى المواصفات التي يرتاح اليها حزب الله.
ربما صدق باسيل عندما قال ان “التفاهم مع حزب الله ليس بخير”، وما لم يقله، أكدته مصادر مطلعة ان “ثمة غضبا كبيرا داخل حزب الله وضمن بيئة المقاومة على باسيل الذي يستميت في محاربة فرنجية ومن دون اية مبررات مقنعة، وما زاد الطين بلة، هو اتهام باسيل للثنائي الشيعي الذي يمثل حزب الله احد طرفيه بالتدخل في التيار الوطني الحر ومحاولة تأليب بعض القيادات والنواب على قراراته، وهو اتهام لا يرقى بتاتا الى مستوى17 سنة من التحالف مع حزب الله ويسيء الى باسيل اكثر مما يسيء الى الحزب، فضلا عن انه لا يمت الى الحقيقة بصلة.
يمكن القول، ان الحقيقة الثابتة اليوم هي ان باسيل يتجه للوصول الى نقطة اللاعودة مع حزب الله، وذلك بفعل التخبط المستمر الناتج عن عدم قبوله فكرة الخروج من السلطة وضعف النفوذ والعجز عن السيطرة على رئيس الجمهورية وعن القدرة على تعطيل تشكيل الحكومة اذا لم يحصل فيها على الثلث المعطل والوزارات الوازنة وصولا الى الشراكة مع رئيسها في الحكم، لكن ما لا يدركه باسيل هو ان سلوكه السياسي الاستفزازي وعداءه لفرنجية تحت شعار “الاجماع المسيحي” سيؤدي به الى خسارة حليفه حزب الله والنفوذ الذي كان يتمتع به من دونق ان يربح التيارات المسيحية التي سوف تتفرق وتعود الى متاريسها عندما تنتهي همروجة ترشيح جهاد ازعور..
غسان ريفي- سفير الشمال