طموح باسيل بالرئاسة لا يغيب عن باله الطويل… وسيعود طوعياً الى حارة حريك!!

طال الفراق السياسي بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وحزب الله هذه المرّة، على عكس المرّات السابقة، اذا كان الخبز والملح يعيد جمعهما من جديد، لانّ اغلبية النواب البرتقاليين يراعون خواطر الحليف الدائم، الذي تحوّل الى سابق بسبب التباينات التي ظهرت مؤخراً، والخلافات بين الطرفين في العلن وبقوة، ولم يعد احد منهما قادراً على «لفلفتها»، لذا بدا باسيل قبل ايام وكأنه يلعب «الصولد» في السياسة، فضرب بعرض الحائط كل الماضي، الذي جمعه مع حارة حريك منذ العام 2006، وتحديداً نسي ذلك التفاهم الذي دعا مراراً الى إدخال بعض التعديلات عليه، كي يستطيع تطبيقه مع الحزب، لكن ما جرى لم يكن بالحسبان، في ظل التقلبات السياسية اليومية التي حصلت قبل مدة، وتفاقمت بعد الانتخابات النيابية الاخيرة في ايار الماضي، حين كثرت السجالات الخفية الى ان باتت علنية، خصوصاً من قبل باسيل، فيما كانت لطشات الحزب ضمن خط مراعاة الحليف المسيحي، الذي وقّع معه تفاهم مار مخايل منذ 17 عاماً، وخلال تلك السنوات لم تكن دروب الطرفين وعرة، لانها حافظت ضمن هذه المدة على الثوابت، بحسب ما تنقل اوساط الطرفين .

اما اليوم فلم يعد اي شيء خفياً، في ظل الاستحقاق الرئاسي الذي يتطلب عادة اللعب على الحبلين، من قبل اغلبية الاطراف للوصول الى ما تريده، فكيف اذا كان اللعب مع رئيس «التيار» الخارق الذكاء في الالاعيب السياسية؟.

وفي السياق يبدو مشهد التأييد العوني، لترشيح ودعم الوزير السابق جهاد أزعور صورياً، للوصول الى القصر الجمهوري، وفق ما تشير مصادر مطلعة على خفايا هذا التأييد، الذي اتى بعد طول إنتظار، وهذا يعني ان لا موافقة من دون الحصول على مكاسب، يأتي في طليعتها نيل ولو جزء بسيط من ثقة المعارضة، على الرغم من وعود باسيل لحزب الله، بعدم تأييد اي مرشح لا يرضى عنه الحزب، فما الذي جرى ليدعم باسيل ترشيح أزعور؟.

هذا الدعم الذي اتى بالاسبوع الاخير، الذي يسبق جلسة انتخاب الرئيس في 14 الجاري، يعرف باسيل تماماً انها «بروفا» لن تصل الى اي مكان كما يعرف غيره، لذا سار بها، على الرغم من طمأنته مراراً لحارة حريك، بأنه لن يخونها ويصوّت لمرشح لا ترضى عنه، وهو بالتأكيد يعرف حجم أضرار هذا الدعم، خصوصاً بعد وصول الوضع بين الطرفين الى غياب الكلام والسلام، وإنكسار الجرّة من دون اي محاولة لترميمها، لانّ المهمة باتت صعبة منذ إعلان بيان «التيار» تأييد أزعور المحسوب على تيار «المستقبل»، لذا لن يبقى الوضع هكذا لانّ ما بعد 14 حزيران مختلف جداً، وما يبغي اليه باسيل هو إحراق إسم فرنجية رئاسياً، ومعرفة نسبة الاصوات التي سينالها، في حال جرت الجلسة بعد كلام يتردّد منذ ايام قليلة عن إمكانية تأجيلها، وبالتالي فالرد يكون على رئيس «المردة» وليس على الحزب. وبعد تاريخ 14 حزيران سيعود باسيل رويداً رويداً وطوعياً الى حارة حريك، لإفهام الحزب انّ هدفه معروف وبعيد عن القضاء على شعرة معاوية معه .

في غضون ذلك يمكن التذكير بالزيارة التي قام رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قبل ايام الى سوريا، حيث التقى الرئيس بشار الاسد، مع تسريبات من قبل العونيين بأنّ الملف الرئاسي لم يحضر، فيما المعلومات الواردة من هناك تقول انه حضر وبقوة، وجرى توضيح من عون بعد غياب 14 عاماً بأنه غير راض عن ترشيح فرنجية، ولا يجب ان يكون هذا الرفض حجر عثرة مع دمشق، بسبب مكانة فرنجية المقرّب جداً من سوريا وحليفها الدائم.

في الختام ثمة سياسي مراقب يعتبر انّ طموح باسيل بالرئاسة لا يغيب عن باله الطويل، وسوف ينتظر اشهراً قد تقلب المقاييس، وتعطي له بعض الآمال بالترشح، ولو بعد حين ومهما طالت هذه الفترة.

صونيا رزق- الديار

مقالات ذات صلة