هذا ما قد يعلنه فرنجية غدا!!
بالرغم من البروباغندا الاعلامية والماكينات التي تروّج لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور وتقدم في كل ساعة بوانتاجات حول عدد الاصوات التي سيحصل عليها، تشير كل المعطيات الى أن احدا لا يمتلك الاكثرية وبالتالي فإن ما ستشهده جلسة الاربعاء الرئاسية هو تأكيد المؤكد لدى الفريق الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واختبار نوايا لدى الفريق الداعم لأزعور والذي يواجه ازمة ثقة تحدث عنها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي توعد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأنه سيدفع الثمن غاليا في حال تراجع عن دعم مرشح المعارضة.
اللافت، ان باسيل وعلى غير عادته لم يرد على جعجع بالرغم من الاساءات التي وجهها اليه، ما يشير الى أن باسيل لم يغلق باب التشاور وقد يكون له موقف آخر من الآن وحتى يوم الاربعاء، خصوصا بعدما شعر ان دعمه لأزعور لم يسهم في تحسين صورته مسيحيا بل على العكس فهو غير موثوق به من القوات والكتائب وسائر النواب الداعمين، وفي الوقت نفسه يواجه نقمة من نوابه وشارعه بترشيح احد اركان المنظومة التي ذكرها كتاب الابراء المستحيل، كما انه لم يربح احد من الذين تقاطع معهم وخسر تحالفه مع حزب الله.
لذلك يقول مطلعون أن باسيل يسعى فقط الى الاطاحة بسليمان فرنجية تمهيدا لطرح مرشح ثالث، لكن هذا الخيار سيصطدم باصرار الثنائي الشيعي وحلفائه على دعم ترشيح فرنجية.
تتجه الانظار يوم غد الاحد الى إهدن حيث يلقي فرنجية كلمة في الذكرى 45 لمجزرة إهدن حيث يتوقع البعض ان تكون كلمة رئاسية يعلن فيها ترشيحه بالتزامن مع التصويت له للمرة الاولى في مجلس النواب، وبرنامجه، وموقفه من التقاطع الهادف الى اسقاطه.
في غضون ذلك ما يزال اللبنانيون ينتظرون اية اشارة من المرشح جهاد ازعور الذي ما يزال يتحصن بالصمت بالرغم من الاجازة التي حصل عليها من صندوق النقد الدولي، الامر الذي سيضعف موقف المعارضة التي تقاطعت على مرشح قبل ان يعلن برنامجه ورؤيته ومواقفه من جملة قضايا ملحة وكيفية تعاطيه مع ملفات ساخنة لا سيما تلك المتعلقة بشكل وثيق مع سوريا.
في ظل هذه السخونة الرئاسية تابع الوفد البطريركي جولته على القيادات اللبنانية لدعوتها الى الحوار، حيث التقى امس الرئيس نبيه بري الذي تشير المصادر الى انه أكد للوفد ان “من يدعو الى الحوار لا يمكن ان يرفض الحوار” مؤكدا ان “الدفع بجهاد ازعور لاسقاط ترشيح فرنجية لا يمكن ان يشكل مادة للحوار، بل على الجميع ان يقرأوا جيدا المتغيرات الحاصلة في المنطقة وانعكاساتها على لبنان”.
ويبدو واضحا ان البطريرك بشارة الراعي وبعد عودته من فرنسا تقصّد البدء بالحوار الذي طلبه منه الرئيس ماكرون، من لدى الثنائي الشيعي لضمان استمراره، انطلاقا من التجارب السابقة التي اسقط فيها الثنائي المسيحي الحوار الذي دعا اليه ومن ثم اجتماع النواب المسيحيين، قبل ان يستبدل كل ذلك بجلسة صلاة لم تسمن ولم تغن من انتخاب.
أمام هذا الواقع تبدو جلسة الاربعاء نسخة طبق الاصل عن سابقاتها باستثناء وجود مرشحين متنافسين لكن احدهما لا يملك 65 صوتا لا في الدورة الاولى ولا في الدورة الثانية، وان من يتوهمون ذلك لا سيما من الفريق الداعم لأزعور سيصابون بخيبة أمل لدى فرز الاصوات، خصوصا ان مشهد الجلسات الماضية سيتكرر لجهة اصطفاف قوى المعارضة خلف المرشح ميشال معوض الذي كان يتأرجح على حافة الاربعين صوتا، وما تغيّر اليوم هو استبدال معوض بأزعور وانتقال باسيل بأقل عدد من النواب الى هذا المحور بفعل حالات التمرد المتنامية في تكتله النيابي الآخذ بالتصدع، وخروج عدد من النواب التغييريين من هذا الاصطفاف، وذلك بانتظار أن يحين أوان التسوية التي يبدو ان العمل عليها قد بدأ في الخارج لكن نتائجها قد تكون بعيدة بفعل التعقيدات اللبنانية.
غسان ريفي- سفير الشمال