هل كان الموقف الجنبلاطي “صادما” لعين التينة… ؟!
حسم الحزب التقدمي الاشتراكي امرهُ بتبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ضد مرشح الثنائي الشيعي زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، بحيث التقى مع تقاطع المعارضة المستجدة، ما سيدفع قوى الثامن من آذار الى اعادة مقاربة الملف الرئاسي واجراء قراءة واقعية سياسية، علما ان هذه القوى تُدرك أنها تتجه الى خسارة ما تبقى لها من رصيد رئاسي.
ويبدو في هذا الاطار، انّ قطع الطريق امام وصول فرنجية للرئاسة، قد فُرض كأمر واقع من خلال الرفض القاطع لاي شخصية يرشحها الحزب، لذا تتجه الانظار الى كيفية إدارة اللعبة الانتخابية في البرلمان، يوم ١٤ حزيران الجاري، ليعود الرهان على سلاح تطيير النصاب أو المقاطعة، خصوصا انّ ارقام ازعور اصبحت مريحة جداً، وما يؤكد صحة هذا الكلام، هي التصاريح المتوترة الصادرة عن فريق الممانعة.
من جهة اخرى، وبعدما أدار الرئيس نبيه برّي محركاته الرئاسية لصالح فرنجية، دون استسلام او تعب، شكّل موقف “بيك المختارة”، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والصديق الوفي، صدمة في اجواء عين التينة، في حين انّ موقف اللقاء الديموقراطي معروف بعدم الذهاب إلى التصويت لرئيس لا يأتي بتوافق بين اللبنانيين.
وفي القراءة الجنبلاطية للمشهد السياسي، ليس هناك قدرة على انتخاب رئيس جديد، وسط تصاعد لعبة التحدي بين الافرقاء السياسيين، فالتقاطع الذي حصل اليوم ما هو إلا محطة آنية، فرضها تلاقي مصلحة ظرفية، ستنتهي مع إنتهاء مفاعيلها، فبحسب المعطيات الدولية ستشهد المرحلة المقبلة طرح أسماء جديدة من بينها، قائد الجيش جوزاف عون الاوفر حظا للوصول الى رئاسة الجمهورية، وكان قد ابلغ زعيم المختارة عند لقائه بوفد الحزب في كليمنصو في وقتٍ سابق تأييده لعون.
واقعياً، لن تكون الجلسة الثانية عشر هي الحاسمة لملء شغور قصر بعبدا، بحيث انّ المطلوب التوافق على رئيس ليس محسوباً على احد، من هنا التسوية لا بد منها، لتتم في ما بعد معالجة الخلافات القائمة ووضع سبل لحلها، لانّ “الزكزكات” ومحاولة فرض المرشحين لن تُثمر ولن تفيد، فيما المطلوب اخراج لبنان من حالة الانقسام، وحلّ المشاكل التي ستمنع حتماً السقوط في الهاوية، فلا يمكن للبنانيين ان يستمروا دون صدمات ايجابية انتظروها كثيراً.
شادي هيلانة