رسائل تبيّن لسوريا مصلحتها برئيس لبناني غير حليف لها فهل عُدنا لزمن “المصران الواحد”؟…
قد تحاول بعض الأطراف اللبنانية بمجهودها الشخصي، أو من خلال نقلها رسائل خارجية معيّنة، إقناع سوريا بأن الوزير السابق جهاد أزعور على رأس الدولة في لبنان، سيكون أفضل لدمشق ولـ “جَيْبها” ولمصالحها بعيدة المدى، سواء مع “صندوق النّقد الدولي” ربما، أو مع غيره من المؤسّسات المالية الدولية، وللتستّر على ممارسات مالية تورّطت بها في لبنان بين عامَي 1990 و2005، وزادت الانهيار والفساد فيه (مثل إضاعة مفاعيل الفرص الإصلاحية التي كانت مُمكِنَة بمؤتمرَي “باريس 1″، و”باريس 2”)، (أفضل…) من أن يكون رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه في المنصب نفسه.
“المصران الواحد”
وقد تكون تلك المحاولات من ضمن سلّة رسائل مُتكامِلَة، تستوجب تعاوناً من جانب النظام السوري مع أوروبا والغرب، على مستوى الحلّ السياسي، أو غيره من الملفات الأمنية والسياسية التي تحفظ المصالح الغربية في سوريا، وذلك مقابل إعادة الإعمار، والبحث بمستقبل العقوبات و”الفيتوات” الغربية المفروضة على دمشق.
ولكن المهمّ هو أن لا تُعيدنا مثل تلك المحاولات الى زمن “المصران الواحد” بين لبنان وسوريا، أي حقبة وحدة المسار والمصير، بربط الحلول اللبنانية بالسورية. والمهمّ هو أن لا نخدع أنفسنا بأن ازدهار سوريا سيشكّل ازدهاراً للبنان، والعكس، انطلاقاً من أن دمشق قادرة على أن تأخذ السلّة وما فيها، فتمرّر ترحيبها وتعاونها مع أي رئيس لبناني “غير حليف” لها تقليدياً، وتستخدم نفوذها في لبنان لانتخابه، بموازاة ضمانها الأهمّ، وهو المنافع المُمكِنَة لها من جراء تلك الخطوة، وعَدَم تحريك ملف عودة اللاجئين السوريين إلا بالرؤية الديموغرافية التي تريدها هي، وبما يضمن مصلحة نظامها، ولا يمسّ بمصالح الغرب.
هامشي
رأى مصدر مُطَّلِع أن “الحلول اللبنانية والسورية، السياسية والاقتصادية والأمنية، لا ترتبط بشخص معيّن لرئاسة الجمهورية في لبنان، بل بمخرج شامل، يتعلّق بقرار عربي ودولي حول كيفية التعامل مع الوضع السوري، وعودة اللاجئين، وإعادة الإعمار”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أنه “بمعزل عمّن يمكنه أن يكون رئيساً، إلا أن اسم الرئيس اللبناني لا يشكّل فارقاً على الصعيد الكبير، إذ إن دور لبنان يبقى هامشياً في التسويات الكبرى”.
المنطقة
وأشار المصدر الى أن “تحديد رؤية واضحة لمستقبل لبنان وسوريا، هو القادر على أن يساهم بحلول مستدامة للطرفَيْن. قد يُريح انتخاب أزعور “صندوق النّقد الدولي” وعمله في لبنان، على مستوى إدارة القرض الذي من المُفتَرَض أن يتمّ الاتّفاق عليه مع الدولة اللبنانية. لكن ألف رئيس مثل أزعور سيكونون عاجزين عن حلّ الأزمات الكثيرة، من دون عناصر سياسية وأمنية طويلة الأمد، ومن بينها إيجاد مخرج نهائي لملف اللاجئين السوريين على المستوى الإقليمي والدولي، يُعيدهم الى سوريا”.
وختم:”تعافي لبنان ليس مرهوناً بإسم، ولا بتنسيق مع سوريا، ولا بزيارات لدمشق، ولا بمعاداتها، ولا بنقل رسائل إليها. فأزمة لبنان وسوريا داخلية وخارجية معاً. وإذا كان الحلّ الداخلي رهينة للشّلل الذي يضرب الأطراف الداخلية في البلدَيْن، فلا مجال لحلّ يأتي من الخارج، من دون نضوج بعض الظروف العربية في المنطقة عموماً”.
أخبار اليوم