عون يزور الاسد.. لتقديم شكوى أم للنزول عن شجرة المواقف المرتفعة لباسيل؟!
تأخر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون عن زيارة سوريا ست سنوات على الاقل كان يستطيع خلالها ان يبحث مع الرئيس بشار الاسد في كيفية معالجة بعض القضايا العالقة بين البلدين لا سيما تلك المتعلقة بالنازحين الذين استفحلت ازمتهم بشكل بات يهدد لبنان برمته.
وعلى قاعدة “ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي”، زار الرئيس عون دمشق امس والتقى مع الرئيس الاسد ما طرح سلسلة تساؤلات حول توقيت الزيارة المتزامن مع اعلان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقوفه الى جانب القوات اللبنانية والكتائب في ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وحول النتائج التي يمكن ان تحققها.
وبما أن الرئيس عون تحول منذ 31 تشرين الاول الفائت الى رئيس سابق للجمهورية ولم يعد قادرا على التأثير في الحكم أو اتخاذ القرارات، فإن زيارته اتخذت طابعا شخصيا، خصوصا أن ما لم يستطع عون تحقيقة لمصلحة لبنان وهو رئيس عامل لن يستطيع تحصيله وهو رئيس سابق، ما يؤكد ان كل ما أشيع عن بحث عون مع الاسد ملفات لبنانية لا سيما ملف النازحين هو فقط للتغطية على هدف الزيارة الاساسي.
تشير المعلومات الى أن فريق الرئيس عون كان يعمل على انجاز هذه الزيارة منذ شهر ونصف الشهر، ولكن بما انها تمت بالتزامن مع تنشيط الملف الرئاسي ودعوة الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الاربعاء المقبل، فإن الاستحقاق الرئاسي لا بد ان يكون بندا اساسيا فيها بالرغم من المحاولات العونية نفي ذلك.
وتقول المعلومات ان الرئيس عون الذي استعرض امام الرئيس الاسد عموميات الواقع اللبناني كمدخل للحديث، ركز على ثلاثة بنود، الاول تهنئة سوريا بالعودة الى جامعة الدول العربية والمصالحات التي جرت بينها وبين الدول العربية لاسيما المملكة السعودية، والثاني مستقبل جبران باسيل السياسي وعلاقته مع سوريا، والثالث الملف الرئاسي واصرار الثنائي الشيعي على دعم رئيس تيار المرده سليمان فرنجية واضطرار باسيل الى دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور تماشيا مع الاجماع المسيحي.
يرى بعض المتابعين ان الرئيس عون أراد من زيارته الرئيس الاسد إيصال عدد من الرسائل لجهة، تأكيد تموضعه ضمن هذا المحور بالرغم من علاقته المتوترة مع حزب الله، ولفت نظر الحزب ان لديه حديقة خلفية داعمة له في سوريا، والاشارة الى ان تبني صهره باسيل لترشيح جهاد أزعور لا يفسد في الود قضية مع سوريا وقيادتها.
في حين يرى البعض الآخر أن زيارة عون الى الرئيس الاسد هي من أجل مساعدته في النزول عن شجرة المواقف المرتفعة لباسيل، وبالتالي التمهيد لاستدارة تعيد وصل ما إنقطع مع حزب الله وتسارع الى ترميم تكتل “لبنان القوي” الذي بدأ بالتصدع وكانت أولى اشاراته الجدية غياب خمسة نواب من التيار الوطني الحر عن حضور اجتماع المجلس السياسي واعتراض بعض النواب المشاركين على خيار أزعور ورفض التصويت له، وزيارة النائب ابراهيم كنعان الى بكركي ووضع نفسه بتصرف البطريرك ما يعني شبه خروجه من تكتل “لبنان القوي” الذي قد يقتصر عدد نوابه الملتزمين مع باسيل بالتصويت لأزعور على تسعة أو ربما أقل، الامر الذي سيفقد باسيل تأثيره ويجعله الطرف الاضعف في التقاطع المسيحي على ترشيح أزعور الذي سيفقد عشرة اصوات من هذا التكتل.
تستنتج مصادر سياسية مطلعة أن عون لا يمكن ان يأخذ من الرئيس الاسد لا حق ولا باطل في الامور التي طرحها معه، خصوصا أن كل محور الممانعة في المنطقة يضع الملف اللبناني في عهدة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
وتؤكد هذه المصادر ان من يعرف الرئيس الاسد يدرك تماما بأنه لا بد من أن يدعو الرئيس عون الى رأب الصدع مع حزب الله ومحاورته وفهم الاسباب الموجبه لخياره الرئاسي، خصوصا انه لم يعد لدى عون وباسيل حليف في لبنان سوى حزب الله..
غسان ريفي- سفير الشمال