تزايد المخاوف من تفشي مرض تنفسي له أعراض مشابهة لـ”كورونا”
يعكف “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” في الولايات المتحدة Centers for Disease Control and Prevention (CDC) على زيادة الوعي بفيروس جديد، يتسبب في أعراض تنفسية تشبه “الإنفلونزا” و”كوفيد”. وقد أدت العدوى إلى دخول عدد من الأفراد الأميركيين الضعفاء إلى المستشفيات هذا الربيع.
وترافق “فيروس ميتانيومو البشري” Human Metapneumovirus أو “أتش أم بي في” HMPV، مع أعراض شائعة كالسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف والحمى، لكنه فيروس مختلف عن “الإنفلونزا” أو “كوفيد”، فقد تبين – في ذروة انتشاره في شهر مارس (آذار) الماضي – أن نحو 11 في المئة من عينات الفيروس كانت إيجابية، وهو رقم أعلى بنحو 36 في المئة من الذروة القياسية البالغة سبعة في المئة.
ويزداد القلق مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس “أتش أم بي في” هذا الربيع، خصوصاً أن العدوى يمكن أن تسبب مضاعفات خطرة لدى الأطفال الصغار والكبار في السن، والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، إضافة إلى ذلك، لا يتوافر في الوقت الراهن لقاح لحماية الأفراد من أسوأ آثار هذا الفيروس.
وعلى رغم أن “فيروس ميتانيومو البشري” قد لا يكون معروفاً على نطاق واسع، فإنه يعد ثاني أكثر الأسباب الرئيسة لعدوى الجهاز التنفسي لدى الأطفال، بعد “الفيروس المخلوي التنفسي” (آر أس في) Respiratory Syncytial Virus (RSV) (الذي يستهدف القصبات الهوائية الصغيرة في الرئة، ويسبب التهاب رئوياً خصوصاً لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد). وتشير اختبارات الدم إلى أن غالبية الأطفال قد تعرضوا للفيروس قبل بلوغهم سن الخامسة. ووفقاً لطبيب الأطفال في “جامعة بيتسبرغ” الأميركية جون ويليامز، فإن “أتش أم بي في” يعتبر غالباً “أهم فيروس لم يسمع به من قبل”.
وكان باحثون في هولندا قد اكتشفوا الفيروس لأول مرة في عام 2001، ولا يزال اختباره خارج المرافق الطبية غير شائع. وغالباً ما يكون كثير من الأشخاص غير مدركين للإصابة بفيروس “أتش أم بي في”، أو قد لا يكونون على دراية به. ووفقاً لـ”مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”، فإن فترة الحضانة المقدرة لدى المصابين به، تتفاوت ما بين ثلاثة وستة أيام، وتكون مدة المرض مماثلة عادة لفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.
ونظراً إلى عدم وجود وسائل حماية من الفيروس، فإن الارتفاع الحاد في عدد حالات الإصابة به، يمكن أن تكون له تداعيات خطرة على صحة الناس. ويمكن أن تتسبب الحالات الخطرة بالتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، لكن بما أن “فيروس ميتانيومو البشري” بات معروفاً على نطاق واسع على أنه يشكل تهديداً يتكرر كل سنة – إلى جانب فيروسات أخرى مثل “الإنفلونزا” و”الفيروس المخلوي التنفسي” و”كوفيد” – فهناك أمل في أن يتمكن مصنعو الأدوية الذين أنتجوا لقاحات مضادة لـ”كوفيد” من التدخل وابتكار لقاح له.
ووفقاً لاقتباس أوردته شبكة “سي أن أن” عن الموقع الإلكتروني clinicaltrials.gov (وهو بمثابة سجل للتجارب السريرية، ولديه خلاصات أكثر من 444 ألف تجربة من 221 دولة حول العالم)، فقد شارفت شركة “موديرنا” أخيراً على الانتهاء من درس لقاح، يعمل على “حمض الريبونوكليك” Messenger RNA (mRNA)، مضاد لفيروس “أتش أم بي في” وفيروس “بارا إنفلونزا” Parainfluenza (أو “نظير الإنفلونزا” وتشبه أعراضه أعراض نزلات البرد) الذي يمكن أن يكون له تأثير في الخطورة التي يشكلها الفيروس.
وفي الوقت نفسه توصي “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” في الولايات المتحدة، بأن يجري الأطباء اختباراً للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بعدوى “فيروس ميتانيومو البشري”، ولا سيما في موسمي الذروة، الشتاء والربيع، وتحديداً في المناخات المعتدلة.
اندبندنت