مفاجأة عين التينة من دون «قحم ولا دستور»: لماذا مرّت ترقيات الضباط؟
على نار حامية وضعت طبخة رئاسة الجمهورية، تزامنا مع اجندة ضغوط متصاعدة انجزت حتى الساعة اتفاقا بين المعارضة والتيار الوطني الحر على مرشح موحد للرئاسة، على ان تنتقل مرحلتها الثانية نحو الضغط في اتجاه عقد جلسة ينتج عنها رئيس، لا جلسة شكلية، وسط حديث عن ان موعد 15 حزيران هو الخط الفاصل عن وقف الخماسي الباريسي مساعيه ومبادراته.
تحول المشهد الى عين التينة، بعد الحديث عن توحد المعارضة خلف ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، التي اصبحت قبلة للانظار لمعرفة مصير جلسة الانتخابات الرئاسية وموعدها، فجرت قنبلتها من الشمال بعدما انتظرها الجميع من الجنوب، مسجلة هدفا مهما لصالحها في الاوساط العسكرية، خالطة حابل المشهد بالبلد بنابله، توقيتا ونوعا.
من خارج هذا السياق العام، ومن دون «قحم ولا دستور» جاءت مفاجأة عين التينة بفك اسر مراسيم ترقيات ضباط دورات 1994 و1995 و1996 اي حوالي 600 ضابط من رتبة عقيد الى عميد، والعالقة منذ ثلاث سنوات ونصف في «جارور» وزراء المالية، من باب النكد السياسي تارة ، والمحاصصة السياسية والمذهبية طورا، مع تحولها الى ابرز عناوين الصراع والحرب التي قامت بين بعبدا وعين التينة. فما الذي استجد وغير المعادلات؟
وفقا لمصادر متابعة، انه وبعد تقديم عدد من ضباط قوى الامن الداخلي مراجعة امام مجلس شورى الدولة ونيلهم حكما لصالحهم، رغم ان الدعوى وفقا لحقوقيين كان يجب ان ترد شكلا، تداعى عدد من ضباط دورة 1994 لتكليف مكتب محاماة لتقديم دعوى طعن باسمهم، وباشروا اتصالاتهم بالمتضررين.
غير ان قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي لم يألو جهدا منذ بداية الازمة، مصرا على عدم المساومة على الملف برفضه حرمان اي مستحق من الترقية، كان يتابع من جهته الملف «عالسكت» دون توفير اي فرصة لطرحه، وهو ما حصل بالفعل يوم الخميس عندما زار عين التينة طارحا الموضوع من جديد امام رئيس المجلس، من باب الموضوع المعنوي، والظروف الخانقة التي بها المؤسسة والمرشحة الى مزيد من التفاقم.
وتكشف المصادر ان «ابو مصطفى» ابدى كل التجاوب مع قائد الجيش، مستفسرا بعض التفاصيل، قبل ان يبادر الى الاتصال بالمعنيين، من رئيس الحكومة الذي رحب بالموضوع، وبوزير المال طالبا اليه اجراء المتقضى اللازم، وهو ما تم فعلا.
وتؤكد المصادر ان اي اتصالات سياسية لم تسبق، واي تسويات لم تعقد، جازمة ان لا علاقة بين ترقية مدير عام الامن العام بالانابة العميد الياس البيسري الى رتبة لواء، مشيدة باداء العماد جوزاف عون الذي عرف ان يضرب ضربته في التوقيت المناسب محققا انجازا جديدا، ستكون له تداعيات جد ايجابية على وضع الجيش في الوقت الراهن.
وختمت المصادر بالتاكيد ان كل السيناريوهات التي يجري تداولها والافلام التي يجري نسجها عن تقديم اوراق وهدايا رئاسية لا تمت الى الواقع بصلة، «فالقائد» يتابع هذا الملف وغيره من بداياته وهو لن يتاخر في الذهاب الى اي مكان لتحصيل حقوق عسكرييه، كما سبق واكد، وهو في هذا المجال يدرك تماما الظروف الصعبة خلال الفترة المقبلة، ويعمل جاهدا لتمريرها في اقل الخسائرعلى الجيش.
ميشال نصر- الديار