خاص شدة قلم: هل يكون الاستحقاق الانتخابي فرصة لإنقاذ العابرين إلى الأمل المفقود؟!
كارثة تلو أخرى، وقارب تلو تفجير، وحادث إثر اختطاف، وإشكال بعده رصاص.. وماذا بعد؟!.. قد يكون تفجير العنبر 12 في مرفأ بيروت، الصدمة الأكبر في التاريخ اللبناني الحديث، لكن وعشية اختتام عهده المشؤوم نسأله، ونسأل مَنْ يسوسونه من “خلف حُجُب”: ماذا بعد؟!
الدور اليوم على أهلنا في الشمال الطرابلسي، ونحن لم ننس بعد تفجير خزّان البنزين العكاري، وآلام ضحاياه التي ما زالت ماثلة للعيان، بل أنين أوجاعهم لم يخفت صداه.. لنكرّرها: ماذا بعد؟!
أمُصرٌّ قبل المغادرة إلى “منفاك الباريسي” إيصالنا إلى “قعر سقر”؟!.. فبُشراك بجهنّم عشناها، وما زلنا يومياً حتى كدنا التأقلم معها.. لكن أنْ يُمعن “مُسيّرك أبو إصبع” قبيل الانتخابات بعذابنا فهذا كثير وأكثر.. حتى أكد أحد الناجين من “قارب الموت الطرابلسي” إصراره على تكرار محاولة الفرار من الم اللبناني المتلاطم، قائلاً: “هيك هيك ميّتين.. عشنا وعايشين بجهنم.. وعم نموت ألف موتة.. نموت بالبحر وياكلنا الشمك أشرف”..
نعم، هذا هو ما بلغناه من أمل مفقود في ظل حُكم وتحكّم “حزب الله” وفقيهه الأعلى.. بقرارات “بيّهم إلهم”.. بل بطموحات “الصهر مكسر الضهر” الآيلة إلى حُلُم مريض بالتربّع على كرسي الرئاسة الأولى.. وما يُدرينا كم من سعد الحريري موجود بيننا.. يقبل بتسويات للوصول إلى الرئاسة الثالثة فيمّهد الطريق أمام “قزم الرابية” للوصول إلى “كرسي بعبدا”.. ليستمر “عهد الرايات السوداء” من وراء “البرادي البرتقالية”..
أما وقد شططتُ عن كارثة “قارب الموت الطرابلسي”.. فإنّ منبع ذلك هو معنى الوجع الذي سمعته عبر مواقع التواصل، التي كانت تنقل “مُباشرة” صراخ وآلام وحالات إغماء أهالي الضحايا.. وفرحة أهالي الناجين الممهورة بالخيبة بعد ضياع جنى العمر..
رئيس الحكومة المُحترم منَّ علينا بيوم حداد وتنكيس أعلام.. والمُطالبات بالتحقيق بسبب الحادثة كثيرة.. ولكن في حال أُثبِتَ أنّ أحد ضباط الجيش كان السبب في غرق المركب.. أو أنّ محاولة قبطانه الفرار كانت السبب، في ظل حمولته التي فاقت عدّة أضعاف قدرته على الاستيعاب.. فإنّ القضية تبقى أنّ العابرين إلى الأمل المفقود ولو بشكل غير شرعي.. منهم مَنْ ابتلعته لُجج المتوسط، ومنهم مَنْ انتُشل جثماناً أزرق، ومنهم مَنْ نجا بعد غرق جنى العمر إلى أعماق الجهنم اللبناني..
عدّة أيام وتُنسى الكارثة، ويقتصر الألم على أهالي الضحايا المنكوبين أصلاً بيومياتهم اللبنانية، وسرعان ما نسمع عن كارثة أو مُصيبة جديدة تهز أركان البلد.. أو قد ننشغل بالاستحقاق الانتخابي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى.. ليبقى الاختيار المُقبل الصائب لشعب حرقه جمر الجوع والخنوع الأمل الوحيد بألا تتكرّر قوارب الموت أو تفجيرات مخازن السلاح المتفلّت!!
مصطفى شريف- مدير التحرير