خاص على ذمة الراوي: معلومة خطرة بالمعنى والمضمون وحتى المخاوف!

دسمة جدّاً معلومة “راوينا” هذه المرّة.. ليس لأنّها تأتي غداة القمة العربية التي عُقِدَتْ في مدينة جدة السعودية الجمعة.. ولا لأنّها قد تتسبّب برفع منسوب التوتر والقلق.. بل لأنّها خطرة بالمعنى والمضمون وحتى المخاوف..

وإذ اختار أنْ يُلقي على مسمعنا سؤالاً.. “لا نتبنّاه ولا نتبرّأ منه”.. ثم أجاب عليه بالأدلة والوقائع.. وليس بالتحليلات والاستنتاجات وحتى الفرضيات، قال: “هل يُعدُّ الحرس الثوري للانقلاب على “اتفاق بكين” السعودي الإيراني في غفلة من الأنظمة العالمية؟”..

واعتبر أنّه بات من المعروف أنّ “النظام في إيران” يعاني حالة من الضعف الداخلي.. في ضوء الانتفاضة الشعبية التي أضعفت كيانه المتهالك أصلاً.. وأظهرت للعالم أنّ “الشعب في الداخل” لا يشبه الصورة التي يصدّرها “نظام الملالي” للعالم.. لاسيما مُطالبات أهالي الأهواز “السُنة”.. وعرقيات “البلوش” بالكثير من الحرية وليس أقلها..

فكان “اتفاق بكين” خشبة الخلاص.. وتحويل البوصلة عن الداخل الإيراني.. الذي تجرّأ على حرق صور الخيمني وخامنئي وسواهما من “كسريات* الفرس”.. لكن هذا الاتفاق ورغم الترحيب شبه العام به.. هناك مَنْ رفضه وينتظر اللحظة الحاسمة للانقضاض عليه.. تثبيتاً لمكاسب محلية وهدماً للصورة التي قد يكون الخارج بدأ بتغييرها عن بلد مُغلق على نفسه منذ 1979.. وانقلاب الرايات السوداء على نظام الشاه..

إنّه “الحرس الثوري الإيراني”.. الذي بفعل فائض قوّته العسكرية وسلاحه الفتّاك.. بتر ثورة الشعب في الداخل.. ويسعى حالياً للقضاء على أحلام “ثورة سعودية” تعمل للوصول إلى تطبيق نظرية “صفر مشاكل” في المنطقة ككل.. لكن “الحرس” الذي اغتال العراق واغتصب سوريا وأجّج نيران اليمن.. وذراعة اللبناني “مكفّي وموفّي”.. لا يعود له حاجة ووجود إنْ لم يكن هناك “شبح عدو” يتذرّع به..

وخير دليل ذلك أنّ “اتفاق بكين السعودي – الإيراني” خلا من بنود واضحة المعالم حول اليمن وفلسطين كساحتين فاعلتين للحرس.. الذي يعتبر أنّ التصالح مع الخليج.. وإنْ تمّْ إلا أنّه لا يمرّ باليمن كما لا يمرّ بالقضية الفلسطينية.. لأنّ الحوثيين لا يريدون السلام مع دول الخليج.. وحركة “حماس” المسيطرة على “قطاع غزّة” كذلك الأمر.

من هنا، وفي خضم الصخب الإعلامي حول الاتفاق السعودي الإيراني.. وعودة العلاقات السعودية – السورية.. فإنّ معلومات “راوينا” جزمت بما لا يقبل الشك.. بأنَّ “نظام التقية”* يسيطر على آليات عمل المرشد الإيراني.. حتى بات المُطلعون على بواطن الأمور يعرفون جيداً أنّه ليس كل ما يعلنه المرشد يتطابق مع حقيقة ما يرمي إليه “الملاليون” و”حرسهم”.. وللتاريخ محطات كثيرة ممكن العودة إليها للتأكيد والتوثيق..

ويبقى أنه “على ذمة الرواي” سرعان ما ينفّذ “الحرس” مهمّته.. بعدما تسلل إلى الداخل الخليجي عن طريق “الاتفاق الصيني”.. وسهّل مهمّته بتأمين موطىء قدم له بين دول الخليج العربي.. وهو ما على المملكة العربية السعودية وسواها من الدول العربية عموماً والخليجية على وجه التحديد التنبّه له.. لأن كل المؤشرات توحي بأن من رضخ بداية للأمر ينتظر “كعادته” ساعة الصفر لإخراج أنيابه..

خاص Checklebanon

*كسريات: جمع كسرى “الأمبراطور الفارسي ما قبل الإسلام”

*نظام التقية: هي آلية يعتمدها الساعون إلى التسلسل لأي مكان من خلال التخفي والنفاق بأنهم مع أهل البيت الواحد وعند ساعة الصفر ينقضون عليهم.

مقالات ذات صلة