امرأة بلا مبيضين تلد طفلا “معجزة”!
أنجبت امرأة طفلاً “معجزة” بعد استئصال مبيضيها كجزء من علاج أنقذ حياتها من مرض السرطان.
صدمت ستايسي برودميدو، 38 سنة، عندما اكتشفت أنها مصابة بسرطان نادر احتمال الإصابة به تقارب واحداً في المليون، لكن فكرة أنه سيحرمها من فرصتها في الأمومة كانت مرعبة أكثر.
الآن، بفضل الخبراء في مؤسسة كريستي التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا Christie NHS Foundation Trust في مانشستر، تعافت السيدة برودميدو من السرطان المميت وتمكنت من تجميد بويضاتها، مما سمح بولادة الطفل هاري.
لقد ولد على عكس التوقعات بعد أن اعتبر جنينين فقط جيدين بما يكفي لمحاولة علاج أطفال الأنابيب وانتهت محاولة الإنجاب الأولى بالإجهاض.
في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء “برس أسوسيشن” PA، قالت السيدة برودميدو من ستوكبورت في مانشستر الكبرى “لطالما كان هاري منتظراً”، لافتة “منذ أن كنت صغيرة كنت دائماً أرغب في طفل. إنه رائع!”
بدأت برودميدو تشعر بالضعف لأول مرة في عام 2017 عندما شعرت بألم حاد بالقرب من الزائدة الدودية.
تبع ذلك بقع دم بين دوراتها الشهرية، مما دفعها إلى الاتصال بطبيبها العام.
قالت “عندما رأيت بقعاً، اعتقدت أن هناك شيئاً ما لا يبدو على ما يرام، وعادة لا أزعج نفسي بشأنه، ولكن لأنني كنت أعرف أنني أريد أن أكون أماً في المستقبل، فقد اعتقدت أنه من الأفضل أن أذهب لإجراء الفحوصات”.
استبعد الطبيب العام الحمل وأرسل السيدة برودميدو لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية حين لاحظ أخصائي الأشعة علامات غير عادية.
ثم خضعت بعد ذلك لفحص بالأشعة المقطعية واختبارات الدم، التي تضمنت التحقق من مؤشرات مرض السرطان.
خلال الفحوصات الإضافية، لاحظ الخبراء وجود سائل في رحم السيدة برودميدو، مما أدى إلى التصوير بالرنين المغناطيسي والإحالة إلى مؤسسة كريستي.
اشتبه أحد أطباء الأورام في إصابة السيدة برودميدو بسرطان نادر جداً يسمى “الورم المخاطي الصفاق الكاذب” pseudomyxoma peritonei (PMP) وحذر من أنها قد تفقد مبيضيها.
قالت السيدة برودميدو “لقد كنت محطمة، محطمة تماماً. لقد فكرت حرفياً، لقد فكرت حرفياً، حسناً، هذا كل شيء. لن أكون أماً أبداً. لن أحصل أبداً على الحلم الذي لطالما أردته”.
واستطردت “لكن لحسن الحظ، كانت مستشارتي الطبية إيجابية للغاية وأعطتني الأمل نوعاً ما في أنها ستكون قادرة على علاجه ويمكن أن يكون التشخيص جيداً”.
“الورم المخاطي الصفاق الكاذب” هو نوع نادر جداً من السرطان يبدأ في بطانة الزائدة الدودية، حيث ينتج مادة تشبه الهلام تنفجر وتنتشر الخلايا والموسين أي المخاط حول المعدة.
وتشمل الأعراض فقدان الشهية وزيادة الوزن بشكل غير متوقع وألماً في المعدة.
خضعت السيدة برودميدو لعملية جراحية أولية في كريستي، لكن قيل لها إنها ستحتاج أيضاً إلى عملية ثانية لإزالة الطحال والمرارة وطبقات الأنسجة وقناتي فالوب والمبيضين.
يتبع ذلك وضع العلاج الكيماوي الساخن (HIPEC) مباشرة في البطن لقتل أي خلايا سرطانية متبقية.
قالت السيدة برودميدو: “كنت محظوظة جداً لأنه بين العمليتين، تمكنت من حصاد بويضاتي من طريق هيئة الخدمات الصحية الوطنية”.
وأوضحت “ذهبت إلى مستشفى سانت ماري (في مانشستر) وأجريت جولتين من تجميد البويضات”، مضيفة “تمكنت من الحصول على 17 بيضة، وأنا ممتنة جداً لذلك”.
وأشارت “أجريت جولتين من حصاد البويضات ثم أجريت العملية الثانية الكبيرة التي استغرقت ثماني ساعات”.
استغرقت السيدة برودميدو حوالى ثلاثة إلى أربعة أشهر للتعافي من الجراحة واضطرت للوقاية من جائحة “كوفيد” لحماية صحتها.
ثم، في عام 2021، بدأت عملية إنشاء الطفل هاري.
وقالت “تعتقد أن 17 بيضة ستكون كثيرة جداً، لكنها في الحقيقة ليست كذلك”، مشيرة “لقد أزالوا تجميدها وبقيت حوالى ثماني بيضات صالحة للاستعمال”.
وأضافت “تمكنا من الحصول على أربعة أجنة ولكن اثنين فقط وصلا إلى المستوى التالي. عندها كان لدي فقط جنينان. تم نقل أحدهم ولكني للأسف أجهضت حملي”.
وأكملت “ثم الجنين الآخر، وهو هاري – أخبروني أنه لم يكن الجنين الأكثر قابلية للحياة لكنهم وضعوه في الفريزر على أي حال”.
وأضافت “وهكذا، بعد أن أجهضت، ظننت أن الحلم قد انتهى، ولن أنجب طفلاً أبداً، لكنني فكرت حسناً، لدي فرصة أخيرة، سوف أجربها”.
ونقل الجنين الأخير في شباط (فبراير) من العام الماضي ولم تصدق برودميدو حظها عندما حملت.
ولد هاري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
قالت: “إنه معجزة حقيقية. في كل مرة أنظر إليه، أفكر فقط كم أنا محظوظة”.
وأضافت “بالنسبة إلي، لكي يتم تشخيصي بما كان لدي، وأن أعيش كل ما فعلته، ولكي يكون ذلك الجنين الصغير الذي قيل لي إنه ليس الأفضل… أسميه نيمو الصغير الخاص بي”.
وأوضحت “في فيلم ’البحث عن نيمو‘ Finding Nemo، كان نيمو آخر بيضة صغيرة متبقية. لذا فهو نيمو الصغير الخاص بي. إنه معجزتي الصغيرة. إنه مميز للغاية”.
قالت السيدة برودميدو، التي تقضي إجازة أمومة من وظيفتها كمديرة للمسرح في مسرح القصر ودار الأوبرا في مانشستر، إن حياتها تغيرت تماماً منذ أن أنجبت هاري”.
وأضافت “كان هدفي في الحياة هو حياتي المهنية وكنت أعمل 12، 13، 14 ساعة في اليوم، معظم أيام الأسبوع. فيما الآن انقلبت الآية رأساً على عقب”.
وأوضحت “أشعر أنني سأخوض كثيراً من المغامرات مع هذا الرجل الصغير”، مشيرة “سنستمتع كثيراً. ستكون حياتي أكثر توازناً، وستكون مليئة بكثير من الحب والسعادة”.
والدة السيدة برودميدو، سوزان، هي أيضاً “في مكانها الطبيعي”.
وأشارت السيدة برودميدو “لديها بالفعل حفيدان بالغان، أحدهما يبلغ من العمر 24 سنة والآخر يبلغ من العمر 22 سنة، لذا فإن إنجاب طفل آخر في الأسرة أمر رائع”.
ودعمت الممرضة المتخصصة ريبيكا هالستيد، من كريستي، السيدة برودميدو طوال فترة علاجها للخصوبة.
وقالت الأخصائية الرئيسة في أورام القولون والمستقيم والصفاق “التواجد هناك لمرضى مثل ستايسي هو الدافع لكي أقوم بما أقوم به”.
وأضافت “يعد ’الورم المخاطي الصفاق الكاذب‘ نادراً، لذلك يظل عديد من المرضى غير مشخصين أو يتلقون علاجاً غير صحيح وغير مناسب قبل أن يتم تشخيصهم بالشكل الصحيح”.
وختمت بالقول “هنا في كريستي، ليس لدينا فقط الخبرة والتكنولوجيا لعلاج هؤلاء المرضى اليوم، ولكننا أيضاً نجري أبحاثاً ستفيد المرضى في المستقبل”.
اندبندنت