خاص: تحضيرات “عيد الفطر اللبناني”… زحام وفرحة والأسعار “يا لطيف النار”!

رغم كل ما يمر على اللبنانيين من أزمات معيشية واقتصادية خانقة، إلا أن موسم “عيد الفطر” يكاد يكون لا يعرف أزمة، بل شهد حركة كبيرة في الأسواق على اختلافها، سواء المجمّعات التجارية، أو الأسواق الشعبية، وحتى محلات الـoutlets، لأن فرحة العيد في عيون الأطفال تبقى بالملابس الجديدة والنزهات.

اللبنانيون في زمن "البالة"... قصّة "زنطرة" ولّت!

وكعادتهم وفي كل الأوضاع والأحوال، ينقسم اللبنانيون إلى فئات تناقض بعضها البعض، ففيما شهدت بعض المركز التجارية زحمة كبرى من زبائن “الدولا الفريش”، شهدت الأسواق الشعبية زحمة أخرى بين من استلفوا لتأمين كسوة العيد لأبنائهم، أو من يتحضرون للعيد منذ مطلع العام ويخبئون القليل من المال من أجل ملابس العيد.. أو من اكتفى بالفرجة لأن الأسعار نار.

والمشهد إن توحّد بالزحام، إلا أنه يختلف بين منطقة لبنانية وأخرى، جال فيها Checklebanon، سواء لجهة النوعية والكمية وحتى تحضيرات العيد بالفرحة أو الهموم.

زحام وفرحة والأسعار “يا لطيف”
سارة بيروتي عمرها 26 عاماً، و”هيئتها” من أبناء الطبقة المرفّهة، تراها تحمل العديد من الأكياس، حتى أنها أشارت لنا بأن مساعدتها المنزلية تحمل بقية الأغراض كونها تبضعت لزوجها وطفلتها الصغيرة وطبعاً لنفسها، هداياً وملابس تكفي أيام العيد الثلاثة.

وفما الفرحة على وجه سارة، صادفنا زحاماً مهولاً في ABC فردان داخل محلات “Zara”، كمية زبائن مخيفة ضاق بهم المكان، والأسعار كلها بالدولار، والموظفون أصبحوا أقرب للعاجزين عن البيع، ورغم ذلك يبقى الأمر إيجابياً كونه “تحريك للعجلة الاقتصادية”.

ضحكة عينيها تكاد لا تتسع للمكان كله، تتنقل بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين، إنها سيليا العلي (5 سنوات)، عبّرت عن فرحتها بشراء 3 تبديلات للعيد، وستذهب إلى المطعم والحديقة.. أما شقيقتها راشيل (7 سنوات) فأبت أن تخلع أحد أزياء العيد تعبيراً عن عميق سعادتها.

في الأسواق الشعبية
ومن المجمع التجاري إلى سوق بربور الشعبي، فكان الزحام “مش طبيعي”، متسوّقون رغم خروج حرارة أجواء الربيع عن معدلاتها الموسمية والغبار المنتشر، زبائن “يُفاصلون” على الأسعار، وباعة يتمسكون بالسعر ويردّدون القسم تلو الآخر بأنهم لا يربحون إلا القليل القليل في ظل الغلاء الفاحش.

أطفال تتعلق بقطعة من الملابس والأهالي منهم من انصاع واشترى ومنهم من امتنع لأنها تفوق القدرة المالية، خاصة إذا كان لدى رب الأسرة 3 أو 4 أبناء وبنات، فطالعنا الوجوه التي تبدلت عن المجمع التجاري، فالفرحة مرسومة على محيا الأطفال فقط أما الآباء فهموم ووجوم، ويرددون “شو هالغلا وكل شي بالدولار”..

“نتدين لنتزين”
سألنا حمودي (6 سنوات) عما اشتراه للعيد، فسارع والده إلى الإجابة، كاشفاً أنه استدان مبلغاً من المال وتوافق مع الدائن على سداده لمدة شهرين متواليين، وفي حال التزم، سيعود للاستدانة من نفس الشخص لأنه بعد مرور الشهرين يكون عيد الأضحى قد حل، ومن أين القدرة، فالاستدانة مرة أخرى.

وعلى نفس الإيقاع عزفت “عريف أول في الجيش اللبناني”، وطلبت أن “لا نذكر اسمها” بسبب منصبها العسكرية وهيبة المؤسسة الوطنية، واحتراماً أيضاً لولديها، وأكدت أنها اضطرت للاستدانة لأن راتبها بالليرة اللبنانية لا يكفي للطعام وإيجار المنزل، خاصة أنها زوجها حالياً يبحث عن عمل، بعدما أقفل فرع المصرف الذي كان يعمل فيه محاسباً مالياً.

إلى الـOutlets دُرْ
وبين الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية، زرنا بعضاً من محلات الـoutlets التي تبيع بضائع منوعة بماركات عالمية، لكن لا يمكن أن تجد كل المقاسات أو الألوان، بل فقط الأحجام والمتوفرة دون سواها، لذلك تكون أسعارها أقل كلفة.

وبالفعل كان الزحام شديداً، كبار وصغار، آباء وأبناء، وحتى المساعدين المنزليين حضروا، رغم أن كل الأسعار بالدولار، لكن على الصندوق يمكن إعادة الاحتساب على سعر صرف دولار السوق السوداء والدفع بالعملة اللبنانية، فكان أن شهد الصندوق بدوره زحمة كبرى، فاضطرت بعض المحلات إلى تشغيل صندوق آخر لتسريع وتيرة العمل.

ماذا تعني الـ”أوف”؟!
ملابس، أحذية، أدوات تجميل وعطورات، وحتى زينة منزلية لاستقبال العيد، جميعها حضرت في هذه النوعية من المحلات، والمتسوّقون تنوّعوا لكن السمة الأبرز هذه المرة كانت وجوه ضاحكة، رغم إطلاق البعض لعبارة “أوف” عند قراءة الأسعار، فدفعتنا الحشرية لمعرفة ما إذا كانت هذه الـ”أوف” سلبية أم إيجابية.

تنوّع الجواب بين من اعتبر أن الأسعار غالية، لكنها أفضل من المحلات الأخرى، لأنها ماركات عالمية بجودة عالية وأسعار أرخص، وبين من اعتبر أن الأسعار جيدة ومناسبة جداً لمدخوله الدولاري، بحيث يمكنه الحصول على أحدث الصيحات وأفضل النوعيات بالدولار حسب راحتهم.

“بالة وملابس بالكيلو”
والنوع الأخير من اللبنانيين فئة انحدرت بها الأزمان، ووصلوا إلى مرحلة خانقة من الأوضاع المادية الصعبة، فلا مال بالليرة اللبنانية أو الدولار، وينتظرون عطف الكرام في شهر الخير والجود والكرم، وما كان أمامهم إلا التبضع من محلات المابس المستعملة أو ما يُعرف في لبنان بـ”البالة”.

تُضاف الى ذلك فكرة جديدة تم استحداثها في هذه النوعية من المحلات، وهي بيع الملابس بالكيلو، إذ بإمكان الزبون اختيار ما يريد من الملابس وعند الوزن يدفع 250 ألف ليرة للكيلو، حسب آخر تحديث أبلغنا به صاحب محل “سوق عكاظ” في شارع الحمراء ببيروت، والذي أمل ألا نصوّر داخل المحل احتراماً لخصوصية الزبائن.

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة