القطريات يقبلن على الملابس التراثية في رمضان !

تتميز الملابس التقليدية في الخليج العربي بالعديد من التفاصيل، فهي جزء لا يتجزأ من ثقافة المنطقة، وإرث من الأجيال السابقة، التي تتوافق مع الأعراف والتقاليد وعادات المجتمع العربي الأصيل، وتعتبر الأزياء النسائية التقليدية امتدادًا للباس العربي في شبه الجزيرة العربية، وتظهر هذه الأزياء في المناسبات والأعياد والاحتفالات الثقافية والتراثية للتعبير عن اللباس التقليدي.

وتحرص المرأة القطرية دائمًا على الظهور بالثياب التقليدية المرصّعة بالفصوص والزينة والزخارف والألوان المبهجة الفريدة من نوعها، والتي تمثل انتماءها العربي والخليجي وعاداتها المجتمعية، فضلًا عن أن تلك الثياب تتميز جميعها بإحياء الموروث والعادات والتقاليد الخاصة بالتراث.

ومن الجهات التي تعنى بالأزياء، وخصوصا النسائية، مركز “أم 7” التابع لمتاحف قطر، وقالت مها غانم السليطي مديرة المركز في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن الزيّ يخبر عن ثقافة الذي يرتديه وتراثه.

وأوضحت السليطي أن دور المركز يتمثل في تعزيز القيم التراثية لدى مجتمعنا القطري، مؤكدة حرص المركز الدائم على أهمية التراث الشعبي ودوره في تشكيل ذاكرة ووجدان الأمة، مشددة في الوقت نفسه على أن الأزياء المحلية تعد جزءا لا يتجزأ من هذا التراث والإرث الشعبي.

وأضافت “من هذا المنطلق نحرص في المركز على إقامة ورش العمل المتخصصة والعامة التي تسلط الضوء على الأزياء المحلية ودورها في الحفاظ على هوية البلاد وثقافتها، وفي الوقت نفسه نعمل جاهدين على إضافة لمسات عصرية إلى الأزياء المحلية من أجل إبراز جمالها، وتشجيع الأجيال الشابة على مواصلة الإقبال عليها، بالإضافة إلى صقل مهارات الشباب ونشر روح الابتكار بينهم”.

ولفتت مها السليطي إلى أن استضافة قطر لنهائيات كأس العالم كانت مناسبة لإبراز الثقافة القطرية للعالم، حيث أن السياح والزائرين والمشجعين الأجانب “تقبلوا اللباس القطري بشكل إيجابي، وهو أمر يدعو للفخر..”، وتابعت “رأينا في هذه المناسبة، بدل أن نغير لباسنا من أجل العالم، أن العالم هو الذي غيّر لباسه من أجلنا.. ولاحظنا أن عددا من دور الأزياء العالمية بدأت تقتبس من ثقافتنا وتراثنا في تصاميمها”.

بدورها، قالت الفنانة والمصممة القطرية تماضر السلطان إن الأزياء ترتبط بشكل وطيد بالثقافة، مشيرة إلى أنها قامت بالمشاركة في العديد من المعارض المحلية التي تدار من قبل جهات مختلفة في الدولة، وكانت في الغالب تعرض تصاميم منها ما يواكب الثقافة القطرية ومنها ما يواكب الأزياء العصرية.

وعن السبيل لإحياء الأزياء التراثية النسائية والتي نراها في الأعراس والمناسبات مثل رمضان، قالت تماضر “في اعتقادي أننا لا نحتاج لإحياء هذه الأزياء التراثية لأنها لا زالت موجودة ولم تندثر، فهي تتجدد وتزدهر في كل مرة تقوم أمهاتنا وجداتنا بارتدائها في المناسبات والأعياد”.

وأوضحت الفنانة أن بعض عروض الأزياء العالمية التي يتم تنظيمها في البلد ساعدت في ازدهار هذه الأزياء التراثية وإعادة إحيائها، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت الإقبال الهائل من قبل الجماهير من كل أنحاء العالم لارتداء الأزياء التراثية مثل الغترة والعقال والنقاب والبخنق، إضافة إلى تخضيب النساء أيديهن بالحناء.

وتابعت تماضر حديثها بالقول “إن الفتيات القطريات والنساء يقمن بشكل عام بارتداء هذه الأزياء التراثية في شهر رمضان، وفي مختلف المناسبات، فمن وجهة نظرها إنها لا زالت حية ولم تمت”.

وتشتهر الملابس النسائية القطرية بتصاميمها الفريدة، إذ يستطيع المتتبع أن يميزها عن غيرها من التصاميم، حيث تتميز بوجود الكثير من النقشات الذهبية الفاخرة التي تبرز الطابع الشعبي القطري، سواء في البخنق الذي يعد أهم مكونات الزي النسائي الشعبي القطري، وغالبا ما ترتديه الفتيات الصغيرات سواء في ليلة النافلة أو القرنقعوه.

ويتميز البخنق بوجوده باللون الأسود الداكن، ووجود بعض التطريزات ذات اللون الذهبي اللامع أو الفضي، حيث يمكن أن ترتديه الفتاة مستخدمة دراعة مطرزة، كما أن المرأة القطرية لا تستغني عن ثوب النشل في المناسبات الدينية، ومن بينها شهر رمضان الفضيل، وذلك نظرا لما تتميز به أثواب النشل بوسعها ممّا يساعد في حرية حركة المرأة عند قيامها بمهامها في البيت.

وتصمم أثواب النشل عادة من الأقمشة الحريرية بأنواعها، كما أن بعض النساء يفضلن ارتداء أثواب النشل ذات الألوان الزاهية على سبيل المثال، الأحمر والأزرق واللون الأخضر والبنفسجي، ويظل اللون الأسود في أثواب النشل هو الأكثر تألقاً. وذلك لتمتعه بجاذبية خاصة، كما أنه اللون المفضل بين الكثير من النساء.

ومن الأزياء التراثية النسائية التي لا تستغني عنها المرأة القطرية العباءة التي تحتوي على شيلة خفيفة مطرزة بأشكال مختلفة ومتنوعة من الخرز، وترتدي الأمهات الزي الشعبي القطري بشكل كامل مع ثوب النشل والدراعة.

العرب

مقالات ذات صلة