خاص: اهل الفن في لبنان.. متبجحّون واستعراضيون وتجار تافهون!
أسوأ ما يمكن أن يؤثر على يومياتنا هو الانتظار.. فلطالما كان اللبناني مرهوناً لهذا الملف أو تلك الأجندة أو ذلك البرنامج الخارجي.. فكيف ونحن اليوم على أعتاب الموت بكل ما للكلمة من معنى.. الحصيلة الأخيرة لضحايا “كورونا” قاربت الـ2000 بينما الإصابات اليومية ألفية بامتياز وفي آخر مجاميعها التراكمية تجاوزت الـ250 ألف إصابة.. ناهيك عمن يُصابون للمرّة الثانية والذين تجاوزوا رسمياً الـ260 حالة..
أمام هذا الواقع يبقى معظم اللبنانيين ومعهم المُقيمين من نازحين سوريين أو لاجئين فلسطينيين أو قادمين من أي جنسيات أخرى.. أسوأ عيّنة عرفتها الكرة الأرضية ممن يتعايشون مع الموت باستخفاف وتخلّف وغباء.. ليس لعدم إلتزامهم فقط بل لتفضيل معظمهم السهر والمتعة الآنية على “موت مستتر بين الأنفاس” كما وصّفه أحد الأطباء.. كون زفرات أنفاسنا أصبحت اليوم أمضى سلاح ينقض علينا ليفتك بنا..
وفي هذا الإطار، يخرج المتبجحون.. من أهل الفن تحديداً للدعوة إلى الوقاية وإلتزام الحجر.. أو يغرّدون شاتمين كل منتهك للتدابير والتباعد المجتمعي.. فيما هم “أُساس الأزمة”.. وعلى سبيل المثال لا الحصر.. لو خجل عاصي الحلاني ونجله لـ”طمرا نفسيهما تحت التراب”.. قبل أن يتبجح الأوّل بقول للإمام علي.. بينما هو أحيا حفلاً ليلة رأس السنة “طنطن الدني”.. أما نجله الذي أتحفنا بصورته يتلقى اللقاح في إمارة دبي.. نقول له “ذرة خجل”.. وعلى نفس المنوال شاهدنا مقدمة البرامج أنابيلا هلال تستعرض امام الكاميرا.. أما ناجي الأسطا “الله يشفيه.. فمن إيده” لأن إصابته حلّت به بعد حفل رأس السنة..
واللائحة تطول حتى أنّ نوال الزغبي دست سمّ الشماتة في عسل التغريد على “تويتر”.. متهكمة على إصابة وزير الصحة العامة د. حمد حسن.. فعلى الرغم من أي موقف أو انتقاد لسياسته الصحية.. إلا أنّ لا شماتة بالمرض.. وأنتِ نسألك ماذا فعلت لبلدك غير “طق الحنك”؟!.. ولعل كل من أُصيب من هذا المجتمع المخملي.. ما كانت إصابته لسعي خلف رزق أو لخرق نتيجة تأمين قوت عياله اليومي.. لأنّه إنْ لم يعمل لا يأكلون.. بل لأنّهم “سهروا وهيّصوا وأكلوا… ” فجاءهم الوباء ليفتك بهم..
وغداة إعلان نقيب أصحاب المستشفيات الدكتور سليمان هارون عن عدم وجود أي سرير فارغ لمريض “كورونا” أو غير “كورونا”.. وغداة تفشي سوق سوداء لأجهزة التنفس.. وإسعاف الناس في غرف الطوارئ أو على أبواب المستشفيات.. فإنّ الطلب الوحيد الذي نحن على يقين بأنّه لن يتحقق: حاسبوا كل من سمح بفتح البلد والسهر والتخلّف ليلتي الميلاد ورأس السنة.. وكل من شارك من أصحاب المطاعم والساهرين.. لأنّ وباءنا لم يعد قادماً من الخارج.. بل “دود الخل منه وفيه”.. حتى أكبر دول العالم من الولايات المتحدة الأميركية، فبريطانيا العظمى، إلى قبرص وكندا وفرنسا وغيرها ألغت احتفالات رأس السنة فخلت ساحة الإليزيه، وكذلك التايمز سكوير، وبرج لندن وساحات مونتريال من أي احتفالات إلا في “لبناننا” فهاج وماج كل متخلّف حقير.. حتى وقعنا في ما نعانيه اليوم..
خاص Checklebanon
مقال نشر في 19 حزيران 2021