خاص: يوميات محجور … “الله يهدّك يا كورونا”!

لم يتخايل رجل نفسه ولو للحظة أنّ “بوكرا دوره بالجلي”، لكن هي كورونا، التي أعادت المتاريس الى المنزل الزوجي، وعاد الرجل والمرأة، للتعارف مجدّداً، بعدما تسبّب الزمن الصعب بحتمية استمرار الزوج خارج البيت في مهمة البحث عن لقمة العيش، فغابت عن باله الزوجة بكل تفاصيلها.

آخ منك يا كورونا، ما أصعب الانتظار، بفضلك “صار في لَمْ شمل”، لكن مع تباعد اجتماعي في نفس الوقت، أي قريب وبعيد في آن معاً، فالرجل مُجبَر على البقاء في البيت مع زوجته، لكنه مُجبر أيضاً عن الابتعاد المسافة الشرعية “حتى ما يكون مكورن”، ويتسبّب بانتقال المرض إلى أحد أفراد العائلة، والعكس أيضاً صحيح.

حتى في الحجر المنزلي، الكل يشك بالكل، فأنت مُتّهم حتى يثبت العكس، “سعلتك” ممكن تنفهم غلط، إيّاك يا عزيزي أنْ تحمل “الكلينكس” وتضعها على الفم، الكل سينظر إليك وكأنّك متهم بكل جرائم الدنيا وما فيها، وستشعر بالخجل وكأنّك عضو مؤسِّس لإحدى عصابات المافيا.

يا صديقي إذا خرجتَ من المنزل لدقائق، عليك القيام بعملية فحص شاملة وكاملة “يمكن سلّمت على حدا معه كورونا”، أو قد تكون لمست شيئاً ما نقل لك المرض، هو هاجس مُرعِب يعيشه الجميع، ووحده التزام المنزل قد يُنقِذك من تهمة الكورونا، ولكن ستطالك أشياء كثيرة إذا طالت فترة الإقامة القسرية في بيتك.

الكل يعدُّ الساعات والدقائق ويحبس الأنفاس، كي تذهب كورونا عنّا إلى غير رجعة، لا حديث لنا إلا عنها، والكل أصبح طبيباً متخصّصاً في هذا المجال، فسهولة تناقل المعلومة جعل المعرفة متوافرة للجميع.

وختاما، غداً سينتهي زمن الكورونا، ويزول عن كل منّا المخدّر، ونعود إلى مشاكلنا الحقيقية التي حُجِبَتْ في هذه الفترة، فتنبّهوا نهاية كورونا هي البداية وليست النهاية.

محمد جابر Checklebanon

مقالات ذات صلة