خاص: البلد على كف عفريت والحُكم الجديد مشغول بشو؟!.. “الله أعلم”!

رغم مرور عدد قليل من الأشهر على “انطلاقة العهد اللبناني الجديد”، إلا أنّ الخوف عاد ليساور قلوب اللبنانيين، فلا “إمساك وضبط لواقع الأمور كما يجب” في جنوب لبنان، ولا منع للتمادي الإسرائيلي، الذي تحوّل إلى احتلال واضح وبالقوة لخمس نقاط، وآخر الحديث عن مساعٍ صهيونية لفرض “التطبيع” وبالقوة، وهو ما جعل الداخل ولاسيما “مسائيل” البيئة الحاضنة باعتبارها “ذلة وزلّة” للحكم الذي فشل بفرض هيبته في وجه العدو..

أما شمالاً فوضع الشمال اللبناني قد يكون هشّاً أكثر من الجنوب “المرصود بموازين دولية”، فإنّ الشمال اللبناني من جبل محسن إلى التبانة إلى القلب الطرابلسي والأطراف العكارية وصولاً إلى الحدود مع الجار السوري الجديد، على فوهة بركان سرعان ما ينفجر، في ضوء تسريبات عن احتضان “علوي” يمثّله رفعت عيد وجماعته لفلول “النظام السوري الساقط”، وهو ما يؤجّج ويوتّر الوضع، خاصة بعد أحداث الساحل السوري، التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الصراع الطائفي والكره والحقد بين السُنّة والعلويين في سوريا لا يحتاج إلا إلى “شُعلة بسيطة” ليوقد نيراناً طائفية لبنان بغنى عنها والشمال الخارج من تحت ركام سنين الأزمات بمنأى عنها..

وبنظرة إلى التهريب الذي تؤكد التسريبات أنّه مستمر وبقوّة عبر المعابر “غير الشرعية”، أثبتت الأيام القليلة منذ سقوط النظام في سوريا، ضبط الحُكم الجديد لهذه المعابر من الجهة السورية، فيما لا تزال سائبة في الداخل اللبناني، إنْ بسبب هيمنة وسيطرة انتماءات حزبية أو بسبب المحسوبيات والاستزلام أو لأي سبب آخر، المهم سنوات تمر ولا تزال المعابر غير الشرعية مشرّعة على الانتقاص من قيمة الدولة الرسمية بأمنها وأمانها..

وفي ظل هذه الأمور التي قد تُشعل نيران البلد من شماله إلى جنوبه، وتحرق الأخضر قبل اليابس، تتلهّى الدولة بالمحاصصات والتعيينات، وفرض أسماء في مراكز، وبروز السمة الأهم وهي “عِناد” رئيس الحكومة نوّاف سلام، الذي أصبح المتابعون لواقع الحال اللبناني، يتخوّفون من عناده على سير الأمور واتجاهاتها في البلد، وتركيزه على أمر ما، مقابل تسيّب الكثير من الملفات، والتي أهمّها الأمن ثم الأمن ثم الأمن، المفتوح والمُشرّع على عجز رسمي عن إغلاق معبر أو رفع ساتر ترابي.

“وينيّه الدولة” المواطن يسأل.. مع استلام الحكومة مهامها الأولى عاش اللبنانيون أكثر من 10 أياك على العتمة شبه الشاملة.. ومع استلام الحكومة مهامها ارتفع منسوب السرقات والاعتداءات.. ومع استلام الحكومة مهامها انتشر رجال الشرطة في الطرقات لفرض غرامات ومعاقبة المخالفين.. أليس من الأجدى حماية البلد قبل التلهي بصغائر الأمور؟!.. أليس من الأجدى عدم اللحاق بـ”كلّنا إرادة” عالعميانة.. وكأنّها أصبحت “دويلة جديدة” تسوق بالبلد نحو مهوار المحاصصات؟!

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة