خاص: سوريا “الشرخ” وليس “الشرع” على مفترق طرق: هل وقعت في مهوار الفتنة؟!

أبداً وطبعاً وحتماً، ما جرى في الساحل السوري “مجزرة” يندى لها الجبين أشبه بالعدوان الإسرائيلي على أي بلد يدخله، بل أقرب إلى جرائم التكفيريين الإرهابيين، الذي لا يُريحهم إلا روائح الدم ومناظر القتل والإجرام!!
لذلك، وسواء كان ما يُحكى عن محاولة انقلابية من فلول النظام السابق، بقيادة “الفار” ماهر الأسد، أو محاولة لاستعادة السيطرة على اللاذقية، طرطوس، بانياس، جبلة وسواها من مدن الساحل، فإنّ ما وثّقه “المرصد السوري لحقوق الإنسان” كان عمليات “إبادة جماعية ممنهجة” ضد العلويين، تجاوزت الـ500 ضحية من المدنيين “العُزّل”، بل وأكثر نصفهم من النساء والأطفال داخل المنازل المُقتحمة وخارجها، قضوا ذبحاً أو بالرصاص بمعدّل “29 مجزرة قتل خلالها 568 مدنياً علوياً”..
ولكن هل يكفي خروج الزعيم “أبو محمد الجولاني” للإعلان عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة من وصفهم بـ”عناصر غير منضبطة”؟، هل يكفي التبرير ومقاطع الفيديو التي انتشرت عبر مواقع التواصل تؤكد مشاركة ما يُسمى بـ”قوات الأمن العام” بأشكالهم الغريبة الأقرب إلى “التكفيريين الشيشانيين”، إضافة إلى “القوات الرديفة” التي تضم أجانب من جنسيات تتحدر من أواسط آسيا كأوزبكستان، في مواجهة الفلول وعناصر حزب الله، رغم نفي الأخير أي تدخّل له في الأمر.
بالمختصر، سوريا اليوم أمام وضع تقسيمي وأصعب ما يكون، لأن الأمن الذي عاشه السوريون خلال شهر كانون الثاني 2024، بسقوط نظام الأسد، انتهى وحل مكانه الرعب والخوف على الحياة، ليس فقط العلوي، بل المسيحي والشيعي وحتى السني، إنْ لم يكن يسير على خطى “الإخونجية الأردوغانية”، وما استعادة فيديوهات “إجرام” وزير العدل السوري “الجديد” بحق نسوة، وتنفيذ الإعدام جهارة أمام العابرين إلا أكبر دليل على أنّ الوضع لا يُطمئن أبداً، وأنّ سوريا “الشرخ” وليس “الشرع” قد وقعت في مهوار فتنة، وإنْ لم يتمكن “الحاكم المرتدي لثوب الديمقراطية” من لجمها فإنّ الخوف من مصير ليبيا والسودان وحروب الاقتتال الطائفي التي دمرت لبنان على مدار أكثر من 15 عاماً، تطرق باب “بلاد الياسمين” أيضاً.. فهل من يرتدع ويقرأ المشهد؟!
على الحكم الجديد استيعاب الكُل، وإنزال القصاص بالإعدام شنقاً في ساحات عامة، بكل مَنْ ساهم في المجازر، وعليه أن يُثبت للمواطن قبل الخارج أنّ البلد للكل ولا تفرقة بين دين أو مذهب أو ملّة أو انتماء، وحتى الموالين للنظام السابق لا بُدَّ من كسبهم إلى جواره، لأنّهم “خاصرة رخوة” وسيبقون “قنبلة موقوتة” يستغلها القاصي والداني لإضرام النيران في سوريا الغد، وهو حتماً ما يجب على العقلاء في الحُكم الجديد “إنْ وُجِد” أن يتنبهوا له، فلا يضرمون النار بهم، بل يستعيدونهم إلى حضن الوطن الواحد والجامع!!
خاص Checklebanon