خاص: مَنْ أخبر “النسويات”.. بأنّ المرأة ليست “نصف المجتمع”؟!؟

غريب أمر دُعاة الدفاع عن حقوق المرأة، والأغرب جفاف أفكارهم، فيفاجئوننا في كل عام استقبالاً ليوم 8 آذار/ مارس، الذي كرّسته الأمم المتحدة “يوماً للدفاع عن حقوق المرأة”، بابتكارات تؤكد إفلاس المخيّلة، ومع ذلك يريدون إثبات الوجود، تحت شعار “نحن هنا”، فتكون النتيجة إثبات الفشل كـ”العلم اللبناني المشوّه” الذي رُفع في وسط بيروت وأحدث “بلبلة لا أكثر”.

“يا جماعة الخير” سؤال: مَنْ قال بأنّ المرأة ليست “نصف المجتمع”؟، مَنْ أخبر “النسويات” أنّ المرأة تُريد إثبات وجودها، وهي أصلاً موجودة وأساسية، وليست لا “حرفاً ناقصاً” ولا “ضلعاً مكسوراً”.

المرأة كائن متكامل وأكبر من تكريمها في “يوم بالسنة” ورفع رايات الدفاع عن الحقوق، لاسيما المطالبة بـ”كوتا نسائية”، لأنّها أصلاً من حقّها وأمر منتهٍ لا جدال فيه، فهي “نصف المجتمع” واقعياً دون أن ينعم أو يمنَّ أحد عليها، فالمرأة بلغت عنان السماء وغزت الفضاء مع الروّاد، وكم من أديبة وعالمة ومبتكرة سطّرت ما عجز عنه الرجال؟!

المرأة ليست بحاجة إلى Credit من أحد، بل هي التي تعطي الـCredit للآخرين..

المرأة أثبتت وجودها ككيان قائم بذاته ومُستقل، إلا في “المجتمعات المتخلّفة” التي تتصرّف بـ”ذكورية عمياء” وكأنّها تنعم على المرأة بحقوقها الأساسية.

في صبيحة “يوم المرأة العالمي” نستغرب المطالبات بمنح المرأة حقوقها، فيما على أرض الواقع أثبتت حضورها، من هنا فإنّ تمكين المرأة لا يقتصر فقط على الاهتمام بشكلها رغم أهميته، بل تمكين المرأة أساسه العمل على تنمية فكرها وعقلها وإبداعاتها وتطوّرها، حتى لا تفكّر بكون الرجل هدفاً و”فارس الأحلام القادم على فرس بيضاء” حسب الروايات العاطفية، ولا حتى تعتبره منافساً، ويكون هدفها كسره، أو حتى كسر منافستها المرأة الأخرى.

بل يكون الهدف هو النجاح أولاً وأخيراً، بعيداً عن فكرة إثبات الذات لأنّها موجودة شاء من شاء وأبى من أبى، لكن أن تثبت لنفسها أنّها قادرة وقادرة وقادرة، غير عابئة بكل التحديات التي قد تواجه طريقها، لأنّ إثبات الذات أمام النفس هو الهدف الأسمى، والباقي فليجرفه الطوفان.

وقبل الختام وبعيداً عن الفلسفة والتنظير، المرأة لا بُدَّ وأن تكون جميلة، لكن أكيد لا تصمت، بل كوني جميلة ومثقّفة وتحدّثي بلباقة وفكر وإبداع، كوني جميلة وحاضرة ذهنياً وفكرياً وإبداعياً فيحترمك ويُقدّرك الآخرون، لأنّه حتى الطبيعة أنصفتك وكانت امرأة، والثورة والحياة والشجرة والزهرة والشمس التي تمنح النور والضوء والدفء، كلّها من رحم المرأة.. فطوبى لكل امرأة عرفت قيمة نفسها ولم تتوقف عندها، بل مضت نحو أفق لا محدود..

اليوم العالمي للمرأة.. رحلة عبر الزمن لمسيرات العزيمة وفرحة الاحتفال - مجلة رواد الأعمال

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة