خاص: هل عُدنا إلى نقطة الصفر: اللبنانيون حائرون بين “تكويع” التأليف ومسايرة “العهد” للثنائي الشيعي!

هل عُدنا إلى نقطة الصفر.. وتلاشت أحلام الثورة على الفساد والدويلة؟!
اللبنانيون حائرون بين “تكويع” التأليف ومسايرة “العهد” لبعض الأفرقاء

في ظل “فرملة” اندفاعة “العهد اللبناني الجديد”، نتيجة معطيات التأليف الحكومي السلبية، برزت نبرة عالية اللهجة في خطاب رئيس الحكومة المُكلّف القاضي نوّاف سلام قبل أيام، حين كشف عن مطبّات عديدة يضعها الأفرقاء السياسيون في طريق الولادة الشريعة للحكومة.

أمام هذه الواقع، ظهرت ملامح “تشاؤل” (بالإذن من الإستيذ) لدى اللبنانيين مما قد تحمله الأيام المقبلة، بعدما كانت النسبة الأكبر فرِحة بالتغيرات في موقعي الرئاسيتين الأولى والثالثة.

Checklebanon دار في الشارع اللبناني عموماً، ولامس نبض ناس بيروت، وأهل جوارها بعدما سأل عن المخاوف والآمال من “العهد الجديد”، وعاد بتقرير نكاد نعتبره أشبه بصرخة شعبية إلى “ساكن القصر الجمهوري الحالي” و”ساكن السراي الحكومي المستقبلي”!!

استرضاء الثنائي
*”للصراحة، كأنْ شي هزّنا، ووعينا من حلم انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف القاضي نوّاف سلام، على كابوس التأليف”.. عبارة ذكرها “مروان سنو” (أب لـ3 أبناء) أمام مدخل إحدى المدارس البيروتية في منطقة الأشرفية.

واعتبر أنّ انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية كان خطوة انتظرها كل الشعب، وأتت خلفها مباشرة خطوة تكليف القاضي نوّاف سلام لتأليف الحكومة أقرب إلى رسالة للفاسدين بأن الدولة تتجّه نحو الأفضل، لكن فجأة بدأ القاضي سلام يعمل على استرضاء “حزب الله” و”حركة أمل”، ما جعلنا نقع في الخوف على مستقبل البلد، وهنا أُريد أن أسأله: “هل بدأ التكويع؟!”.

رئيس جهنّم
*بجواره كانت تقف فاتون (بنغلاديشية زوجها لبناني وأم لطفلة في نفس المدرسة)، فاقتربت وسألت إنْ كان بإمكانها التعبير عن رأيها، قائلة: “أنا مش لبناني.. بس زوجي وبنتي لبناني، وعشنا حرب إسرائيلية بشعة.. وكمان لبنان لما كان في ميشال عون رئيس كان No Good”.

أضافت: “كورونا كتير بشع، بلد بلا رئيس كتير بشع، كلو بيعمل حرب، كلو بيسرق المصاري من البنك، دوا ما في، كمان بيتي بالأشرفية تكسّر لما فجّر port بيروت.. نحن بسطنا كتير لما جنرال عون صار رئيس مش عون ختيار (جغنّم = جهنم)”.. على حد تعبيرها!!

شو ذنب الأطفال؟!
*سلوى محسن (أم لطفلة وحيدة) وحين سألناها عمّا تراه في مستقبل البلد، قالت بنبرة صوت عالية: “الله رزقني بهالبنت بعد 15 سنة زواج وما عندي غيرها، وبحلم إنّو تشوف إيام حلوة، يا زلمي الكورونا سبقها، والغلاء والبنزين وما صدّقنا خلصنا شوي، إجتنا الحرب، والله حرام، هالأطفال شو ذنبهم عم يوعوا على القصف والتفجيرات”.

واستدركت: “بنتي اللي عمرها 5 سنين صارت بتعرف تميّز بين صوت الـmk وبين صوت الطيارة العادية، حتى صار جدار الصوت عادي كأنه “فرقيع”، تخايل لوين وصلنا.. فنحن بدنا من الرئيس عون والرئيس سلام ما يرجعونا لهيديك الإيام”.

سجّال عقيم
توجّهنا من الأشرفية إلى النويري، المنطقة الشعبية ذات المزيج المختلط ما بين المسلم (سني – شيعي) والمسيحي، استوقفنا أمام إحدى المقاهي حديث سريع بين مجموعة من الرجال عن مآل أوضاع البلد، فاقتربنا منهم طلباً للتعقيب على سؤالنا.

*أبو أكرم (65 عاماً ومالك مقهى) قال: “بصريح العبارة يا عمّي، اللي عم يصير ما بيرضي الله.. المقاومة دفعت دم والناس دفعت حياتها، وبدل ما يكرّموها، جابوا هيدا نوّاف سلام، وخدعوا المقاومة والرئيس نبيه برّي، وهلاء بدهم يألفوا حكومة على ذوقهم.. ما حنسمح أبداً”.

*رد سميح (لحّام مقابل المقهى) قائلاً: “اسمحلنا فيها أبو أكرم، بيتي راح بشارع المأمون (البسطة الفوقا)، ولهلأ ما حدا عوّض عليي.. بس أنا ما بدي فوت بهالمتاهات بالمختصر: “اللي جرب المجرب كان عقله مخرّب”، ونحن جرّبنا حزب الله والعونيين وشفنا شو عملوا بالبلد، اتركولنا البلد فترة وإذا ما حسّناها إلكم حق تحكوا”.

رضى الرياض وواشنطن
وبين سجال هذا وتعقيب ذاك، انسحبنا لأنّ الحوار على ما يبدو بدأ من نقطة عدم التقاء، ويسير نحو تفرّعات لا التقاء فيها أبداً، فكانت وجهتنا الى واحد من أكبر “السوبرماركات” في منطقة الجناح.

*استوفتنا (مدام إكس) التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها، وقالت: “صراحة بعدما استبشرنا خيراً، عُدنا لنعيش حالة من القلق، حتى أنّني كُنت أستعد لإعادة افتتاح Mon Boutique، لكن رأيت من الأفضل الانتظار قليلاً، لأنّه طالما لم يحصل توافق وتتشكّل الحكومة، ويصدر البيان الوزاري الذي ترضى عن مضمونه دول العالم، لاسيما السعودية وأمريكا، لن نعود إلى ما كُنّا عليه في السابق، ولن نشهد أي نوع من التحسّن”.

للضرب بيد من حديد
*إيلي معوّش (29 عاماً) أسف لتأخير تشكيل الحكومة، كما أسف للمحاصصات، لكن العتب يبقى على الرئيس المكلّف، إذ كان عليه بعد انتهاء الاستشارات غير الملزمة، والسماع من الكتل النيابية مطالبها الانتهازية، أن يقوم بتشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصيين، لا علاقة لها بالأحزاب ولا التيارات السياسية، وليخبط كل فريق رأسه في الحائط، لأنّه هكذا تكون الثورة الحقيقية، التي رأيناها تُستكمل بانتخاب العماد عون والرئيس سلام، اللذين نوجّه إليهما رسالة عبركم بضرورة الضرب بيد من حديد والتوقف عن المسايرة والدلع.

النوم في العسل
*بعيداً عن المواقف المُسجّلة أعلاه، التقينا الكثير من الناس، الذي كانوا يعيشون في الـ”لالا لاند”، ومازالوا على بشراهم بـ”العهد الجديد”، ويظنون أن عهد الحزم والقوة والسلطة العسكرية المتماهية مع القانون، زمن الرئيس العماد فؤاد شهاب سيعود، فتركناهم على ما هُم عليه، وعُدنا أدراجنا على أمل أن لا يتأخّر تأليف الحكومة كثيراً عن نشر مضمون تقريرنا.

إعداد مصطفى الشريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة