خاص: التاريخ يتغير.. والنغمة جاهزة: “استبقنا الهجوم علينا”!
نحن لا ننبش الماضي ونستعيد صفحات فتنة، لكن نحاول أنْ نتّعظّ مما عشناه، علّه يكون في الإعادة إفادة لمَنْ غلظت قلوبهم وعمت أبصارهم.
يوم انخرط حزب الله ومحوره في الحرب السورية، رفعوا راية محاربة التكفيريين، وادّعوا بأنّه تحرّك نحو “الشقيقة” كان استباقياً، كي لا نستيقظ ذات صباح ونحن “الدواعش” بيننا..
وبما أنّ “داعش” ومَنْ لفَّ لفّها من تنظيمات “نصرة” و”فتح الإسلام” و”تحرير الشام” وما إلى هنالك “جسمهم لبيّس”، وقادر على استيعاب كُل التهم من أي جهة كانت، فإنّ الحزب وبإيعاز من “وليّه الفقيه” أشعل قتيل “حرب الجرود”، فهوى من هوى وارتقى من ارتقى، وعشنا أياماً وأشهراً على وقع التهديد والوعيد، وحتى توزيع التُهم لكل من أيُد ثوّار سوريا من شباب الشمال اللبناني الذين “يا حرام” غُرّر بالكثيرين منهم وإما قتلوا أو لا يزالون قابعين في أقبية السجون..
ما علينا، المهم اليوم أنّ حزب الله يستعيد نفس النغمة، بعدما بدأت ترتفع صرخات “البعض” من بيئته ضدّه، وبعدما تدهورت الأحوال إلى “ما لم يكن أحد يدري”، وبدأت أصوات الحساب الداخلية تتوالى “ليه وصّلتونا لهون؟!”..
تبدّلت البيانات، وما عادت تصدر دفاعاً عن إخواننا في غزّة أو استشهد “على طريق القدس”، بل أصبحت دفاعاً عن لبنان وناسه، لإسكات المنتقدين، ونفي أنّ يكون “ملالي طهران” قد أمر ذراعه اللبناني باستجرار الحرب إلى لبنان.
بل راح القياديون والتابعون والمؤيّدون يدّعون بأنّ حزب الله ومن خلال فتح “جهة الإسناد الجنوبية” لم يستجر الحرب إلى لبنان، بل وقف في وجه وصولها إلى لبنان، لأنّ مخطط الصهاينة كان الاستدارة إلى لبنان بعد القضاء على غزّة!!
“يا جماعة الخير” إنْ كان هناك خير باقٍ، بالمنطق وبالعقل، ما الأسباب التي ستدفع إسرائيل لشن عدوان على لبنان والقرار الدولي 1701 قد أراحها من حزب الله، ولا توجد أي مشاكل مع لبنان، بل على العكس طيرانها وعسكرها يمارسان الخرق يوماً تلو آخر.
من هنا يبقى أنّ العتب ليس على القياديين والمحازبين، بل على جمهور “أعمى القلب والبصر والبصيرة”.. للأسف!!
خاص Checklebanon