وليد جنبلاط: اللبنانيُّ المقاومُ!
كمْ بدا الزعيمُ وليد جنبلاط قلقاً وخائفاً على البلدِ في إطلالتهِ التلفزيونيةِ اوَّلَ منْ امس،
وكمْ بدا عليهِ التشاؤمُ حيالَ نوايا نتنياهو تجاهَ لبنانَ لناحيةِ محاولاتهِ الاطاحةَ بأيِّ أملٍ لإتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ،
وهذا ما حصلَ عمليَّاً حيثُ أستيقظَ اللبنانيونَ في يومِ ذكرى إستقلالهمْ على ابشعِ مشاهدِ التَّدميرِ المنهجيِّ جنوباً وبقاعاً وعاصمةً،
في محاولةٍ واضحةٍ لجعلِ لبنانَ يقبلُ تحتَ ضغطِ النارِ والتَّدميرِ ما رفضهُ كوثيقةِ إستسلامٍ.
لكنَّ اللافتَ في حديثِ وليد جنبلاط هو ما يعلنهُ للمرَّةِ الاولى حينَ قالَ:
“أوقفوا إستعمالَ لبنانَ كساحةٍ لتوجيهِ الرسائلِ للآخرينَ،
أوقفوا إستعمالَ لبنانَ لدعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ، فلقدْ دفعَ البلدُ أثماناً باهظةً منذُ سنواتٍ ولم يعدْ بإمكانهِ ذلكَ”.
هذا الموقفُ النوعيُّ والكبيرُ منْ زعيمٍ دعمَ النضالَ الفلسطينيَّ ودعمَ قضيةَ فلسطين ووقفَ إلى جانبِ المقاومةِ، يجبُ أنْ يسمعهُ كلُّ المعنيينَ واوَّلهمْ حزبُ اللهِ الذي أطلقَ حربَ الإسنادِ منْ دونِ أنْ يسألَ احداً،
فإذا بهِ يدمِّرُ بفعلِ الجنونِ الاسرائيليِّ نفسهُ ويقتلُ قياداتَهُ ويهدمُ لبنانَ على رؤوسِ أبنائهِ.
“النداءُ الجنبلاطيُّ كانَ في وجهِ ايران كما كلِّ قوى الممانعةِ وهو يقطعُ الطريقَ للمستقبلِ على محاولاتِ تشريعِ السلاحِ منْ جديدٍ كونهُ عادَ فطرحَ مسألةَ ضمِّ الحزبِ ومسلَّحيهِ وسلاحهِ إلى الجيشِ اللبنانيِّ.
في القراءةِ البعيدةِ لكلامِ وليد جنبلاط علينا الإنتقالُ منْ جديدٍ لتثبيتِ إتفاقيةِ الهدنةِ، وأنَّ لا عودةَ إلى اللغةِ الخشبيةِ “للجيش والشعب والمقاومة” كونُ مزارعِ شبعا سوريةً بما ينزعُ عنها شرعيةَ أيِّ مطالبةٍ بإبقاءِ السلاحِ لتحريرها.
وبالتَّوازي كانَ حرصُ وليد جنبلاط على الوحدةِ الوطنيةِ والطائفِ جليَّاً حينَ أبدى إستعدادهُ للصُّعودِ إلى سمير جعجع في معراب للنقاشِ معهُ في الطائفِ والدستورِ والميثاقيةِ ..
تحضيراً لليومِ التالي بعدَ الحربِ وقطعاً للطريقِ على أيِّ فتنةٍ.
نحنُ امامَ كلامِ مقاومٍ لبنانيٍّ منْ الدرجةِ الاولى اسمهُ وليد جنبلاط، نستعيدُ معهُ خطاباتَ رجالاتِ الدولةِ الذينَ يخرجونَ منْ الشعبويةِ في لحظاتِ الاوطانِ المصيريةِ!
الأنباء