مفاوضات وقف النار مع الحزب خديعة نتنياهو الجديدة…لا صدقية حتى التوقيع
حفلت نهاية الاسبوع بدفق انباء عن تقدم المفاوضات بين لبنان واسرائيل عبر الوسيط الاميركي حتى بنى البعض امالا على امكان وقف النار بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله قريباً جداً. منبع الخبر ، بحسب ما تبين اسرائيلي، ما دامت المصادر الرسمية اللبنانية نفت تسلمها اي مقترحات سربها الاعلام العبري على انها مشاريع مسودات اتفاق، فيما تولت القنوات الاعلامية الاسرائيلية ضخ كميات من المعلومات تتحدث عن تقدم كبير في المفاوضات بشأن التسوية في لبنان، فأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن “إسرائيل والولايات المتحدة ولبنان تبادلوا مسودة اتفاق وقف النار” وان ميقاتي وبري تبادلا بدورهما المسودة مع هوكشتاين ، وسط أنباء عن وساطة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب”. ولفتت الى ان الرئيس الأميركي جو بايدن وترامب يريدان إنهاء الحرب في لبنان قبل التنصيب في 20 كانون الأول. وافادت هيئة البث الإسرائيلية ان روسيا أبدت موافقتها على التحرك والضغط على النظام السوري حتى لا تمر الأسلحة الإيرانية عبر سوريا.ولم تكتف اسرائيل بضخ المناخ الايجابي في شأن قرب التوصل الى اتفاق بل لاقاها وزير خارجيتها المتشدد المُعيَن حديثاً جدعون ساعر معلنا ان” هناك تقدما حول محادثات وقف النار في لبنان ، وسنكون جاهزين للتسوية إذا أصبح حزب الله بعيدا عن حدودنا الشمالية وتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني”، وأكد أن “حزب الله أصبح في وضع مختلف ولا يمكنه الآن تنفيذ ما كان ينوي فعله ضد إسرائيل”.
وفي واشنطن حل وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بعد زيارة سرية لموسكو، ناقش خلالها الدور الروسي في ضبط الحدود اللبنانية السورية، وهو ما يرتب على دمشق مسؤولية منع تهريب الأسلحة عبر أراضيها إلى لبنان.
مخطئ من يعتقد ان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو سيتجاوب مع المساعي الدولية لوقف اطلاق النار مع لبنان راهناً. الرجل الذي نسف عشرات المحاولات لبلوغ هدف مماثل في غزة قبل وبعد اندلاع الحرب الواسعة مع حزب الله في لبنان قبل نحو 50 يوماً، تنطبق عليه مقولة ” اللي جرب مجرب كان عقلو مخرب”. فكيف لأمنيات اللبنانيين و”سعاة الخير الاميركيين” ان تتحقق فيما يصادق رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع العملية البرية في جنوب لبنان؟ وكيف للبنانيين ان يقتنعوا ان الدولة العبرية التي دكت الضاحية الجنوبية واغتالت قيادات الحزب وما زال امامها الكثير لتجهز على قدراته العسكرية التي لم يتمكن اي كان حتى اليوم من تنفيذ المهمة ، كيف لهم ان يقتنعوا ان نتنياهو سيتراجع وقد قطع نصف الطريق، وهو الذي ذهب في اجرامه في غزة الى ما هو افظع من خلال مجازر ارتكبها جيشه من دون ان يرف له جفن وقد ناهز عدد الضحايا في القطاع الستين الفا؟
والرجل المدان بالاجرام دوليا امضى ما يناهز 13 شهرا مماطلا في مفاوضات خاض فيها وفد بلاده صولات وجولات ، والتقى موفدين دوليين تنقلوا بين عواصم الوساطة من دون كلل، حتى انه اتهم اخيرا بأن فريقه زوّر اوراقا سرية لنسف المفاوضات. فهل يُصدق اللبنانيون خديعة نتنياهو، وأنه كرمى لعيون صديقه الفائز في الانتخابات الرئاسية الاميركية سيقدم انجاز وقف النار لغريم دونالد ترامب الديموقراطي جو بايدن على طبق من فضة في الشهرين الاخيرين من عهده؟
تبقى العبرة في الخبرة، والخبرة غير مشجعة، الا اذا عاين العالم بأم العين توقيع بنيامين نتنياهو على اتفاق وقف النار بالحبر الاسود.
المركزية