القمّة العربيّة الإسلاميّة 2 في الرياض: العرب لو أرادوا فعلوا… ما هي التوقّعات؟
في 11 تشرين الثاني الماضي دعت الرياض إلى عقد قمة عربية إسلامية بعد مرور حوالى الشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وأحداث طوفان الأقصى، وجاء في بيانها الختامي أن القمة قررت كسر الحصار على غزة، ستفرض دخول قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع، كما دعت إلى ضرورة دخول المنظمات الدولية إلى غزة وحماية طواقمها، ولكن ما الذي تحقق وما المنتظر من القمة الثانية غداً؟
حضرت الدول العربية في الشهر الأول للعدوان وحرب الإبادة على غزة، وغابت 12 شهراً، وما تحدثت عنه في قراراتها بخصوص المساعدات كانت نتيجته وصول غزة وأهلها إلى حافة المجاعة، مع انتشار الأمراض بين الصغار والكبار، وتدمير القطاع وقتل 50 ألف غزّاوي، وجرح 100 ألف، وقتل الصحافيين والعاملين في منظمات الإغاثة والإسعاف، وتدمير المستشفيات وإقرار قرار بالكنيست بضرب الأونروا، وبالتالي يمكن القول ببساطة أن القمة العربية الإسلامية الأولى خلال الحرب انتهت إلى فشل ذريع، رغم أن البعض يعتبر أن الفشل كان مقصوداً، والتواطؤ على حركة حماس وغزة وأهلها وفلسطين كان حاضراً من قبل الدول العربية.
انطلاقاً من هذا الواقع تقرأ مصادر سياسية لبنانية نتائج القمة العربية الإسلامية الاولى، وتنظر إلى الثانية التي تنطلق اعمالها اليوم الاحد من خلال اجتماع وزاري تحضيري للقمة التي ستبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية بشكل أساسي، ولبنان، مشيرة إلى أن عنوان القمة يحمل الكثير من الاهداف، لكن تبقى العبرة بالرغبة والقدرة والتنفيذ.
تُشير المصادر إلى أن القيمين على القمة وضعوا مجموعة أهداف لها، بدءاً من توحيد الصف العربي والإسلامي وتوحيد الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وتقديم الدعم والتضامن للشعبين الفلسطيني واللبناني، أما الهدف الابرز الذي يتحدث عنه المسؤولون فهو إقرار خطوات سياسية من أجل وقف الحرب.
هنا ترى المصادر أن موعد القمة بعد الانتخابات الأميركية كان مقصوداً بغية معرفة إسم الرئيس المقبل لأميركا، وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض تختلف التقديرات حول حجم تأثير الدول العربية على مواقف الرئيس الأميركي، بين من يرى أنها قادرة على التأثير ومن يرى أن ارتباطه بإسرائيل اكبر وأهم من ان يؤثر عليه أي موقف عربي، مشيرة إلى أن تجربة ترامب الاولى مع الدول العربية لم تكن على قدر التوقعات.
تؤكد المصادر أن القمة لكي تنجح عليها أن تتخذ قرارات سياسية حازمة مرفقة بأفعال من شأنها الضغط على الجميع، فهذه الدول تمتلك أوراق قوة كثيرة، سياسية واقتصادية من شأنها تحريك المياه الراكدة دولياً للضغط على اسرائيل، اما بحال لم تقرر اتخاذ اجراءات، فإن قراراتها ستبقى حبراً على ورق كما كانت في القمة الأولى، مشددة على أن الفرصة مناسبة اليوم لرسم مسار العلاقة مع الرئيس الأميركي الجديد.
على صعيد مشاركة لبنان فإن مشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في القمة ستهدف بحسب المصادر إلى حثّ العرب على ممارسة نفوذهم لدى الأميركيين لوقف الحرب، حيث سيجدد ميقاتي موقف لبنان الداعم للدول العربية، والتزامه بالقرارات الدولية وتحديداً القرار 1701، وسيجدد دعوته للدول العربية للوقوف إلى جانب لبنان اليوم وغدا بعد الحرب لكي ينهض من جديد.
ستكون القمة العربية الإسلامية في السعودية حافلة على مستوى الحضور من الصف الأول العربي، إنما المطلوب أن لا تبقى الصورة هي الأساس، بل القرارات والاجراءات المواكبة لها، رغم أن قلة يتوقعون أن تتمكن القمة من التأثير على الوضع في المنطقة، مع الإشارة إلى أن العرب لو أرادوا فعلوا.
محمد علوش- الديار