إيران غير مرتدعة والأنظار على العراق: الردّ «الموجع» يقترب!

لم يعُد الردّ الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأول من نوعه على الجمهورية الإسلامية، محلّ تكهّن أو تقدير، بل هو بات أكيداً سواء بالنسبة إلى إسرائيل، أو حتى إلى الولايات المتحدة التي تحمّلها إيران المسؤولية عن الهجوم وعن كلّ سلاسل التصعيد المتنقل في المنطقة. وإذ أوحت طهران، عبر تصريحات بعض مسؤوليها، أنها مستعدة لإعادة النظر في قرارها، لقاء وقف ذلك التصعيد وإنهاء حرب الإبادة على غزة والعدوان على لبنان، فإن هذا السيناريو لا يبدو قابلاً للتحقق في المدى المنظور، وهو ما يعني أن إيران ماضية في تنفيذ وعيدها، والذي قد يحمل مفاجآت في الشكل والمضمون.

مفاجآتٌ تَظهر إسرائيل شديدة الانشغال بها، بعدما حاولت، في أعقاب هجومها على إيران، تصدير صورةٍ عنوانها اعتدال ميزان الردع مع الأخيرة، وتدمير جزء وازن من قدراتها، وكبحها حتى عن التفكير في تكرار ضربتها الأخيرة للكيان. وعلى المنوال نفسه، وبعدما أفرط الأميركيون في التهليل للسردية الإسرائيلية، عادوا اليوم إلى واقعيتهم، محاولين عبر سيل من التهديدات، التي كان آخرها قول البنتاغون مساء أمس «إننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن قواتنا إذا استغلت إيران أو وكلاؤها هذه اللحظة لاستهدافنا»، التأثير المسبق على حجم الرد ودرجة إيذائه لإسرائيل.

وفي خضم هذا الترقب، تتجه الأنظار إلى العراق، حيث سُجل تزايد ملحوظ في عمليات المقاومة الإسلامية ضد الكيان، رغم الضغوط الأميركية المسلَّطة على بغداد من أجل لجم تلك العمليات، والتي لم تفلح في تحقيق أغراضها إلى الآن. وإذ يتزايد الحديث عن إمكانية أن يكون العراق واليمن منخرطَين في الرد الإيراني على إسرائيل، تتصاعد احتمالات شن عدوان مباشر على العراق، على غرار ما يجري في اليمن، وهو ما يعني دفع إسرائيل، ومن خلفها أميركا، نحو توسيع دائرة النار، التي لن تسلم منها مصالح واشنطن على أي حال.

الاخبار

مقالات ذات صلة