كيف يؤثر الطقس في الحرب… وهل من خطط بديلة؟

بدأت أولى المنخفضات الجوية تصل إلى لبنان والمنطقة مع قرب حلول فصل الشتاء، وسط عمليات عسكرية برية على الحدود الجنوبية تشتبك فيها القوات الاسرائيلية مع مقاتلي “حزب الله” تزامناً مع هجمات جوية تستهدف مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، عدا عن اغتيالات بمسيرات على الطرق وضرب المعابر الحدودية. وسجل يوم الجمعة انسحاب اسرائيلي من بلدة الخيام بعد أيام من القتال مع بدء المنخفض الجوي، حتى أنه يمكن ملاحظة انخفاض وتيرة الغارات الجوية، وعدم سماع صوت المسيرات الاسرائيلية بكثافة كما كان يحصل في السابق، فكيف يؤثر الطقس على العمليات العسكرية؟

يؤكد العميد خليل الحلو في حديث لموقع “لبنان الكبير أن الطيران الحربي الاسرائيلي يعمل في كل أحوال الطقس، موضحاً أن الذخائر الجوية المستعملة هي من نوع stand off مثلاً Delilah وSpice 2000، وهي ترمى من الطائرات من فوق الغيوم وحتى مسافة ٣٠ كيلومتراً عن بعد وعلو ٥٠٠٠ قدم وأعلى.

ويشير الحلو إلى أن “الصواريخ الاسرائيلية تعمل بثلاثة أنظمة توجيه ولا حاجة الى الطيار ليتخذ وضعية انقضاض، فالصاروخ يبحث عن الهدف بمفرده وفي مرحلته الأخيرة يقارن بصرياً الهدف بالصور الجوية التي زود بها حاسوبه”.

وبالنسبة الى “حزب الله”، يلفت الحلو الى أن “الصواريخ التي نراها غير موجهة، أما المسيرات التابعة للحزب فهي شديدة الدقة ولكن محركاتها ومسارها يتأثران بسرعة الرياح”. ويشدد على أن العمل البري في الاجمال يتباطأ أو يتوقف.

وعن قراءته للانسحاب الاسرائيلي خلف الحدود في الجنوب، يرى الحلو أن ذلك لا يعني انتهاء العمليات الحربية و”قد يكون بسبب الطقس أو قد يدل ذلك على انتهاء المرحلة”.

أما العميد بهاء حلال فيعتبر أن الطقس كان ولا يزال عاملاً مهماً وأحياناً حاسماً في العمليات العسكرية، ويقول: “الطقس علّم العديد من القادة العسكريين دروساً مؤلمة من خلال تجاهل الآثار المحتملة له، على عملياتهم، وقد أدت الاتجاهات الجيوسياسية، العسكرية، الاستراتيجية والبيئية في السنوات الأخيرة إلى التركيز على منطقة القطب الشمالي حيث تحتاج العمليات العسكرية في هذه المنطقة إلى تحديات الطقس البارد”.

ويوضح حلال أن حالة الطقس تحدد إلى حد بعيد دقة العمليات العسكرية خصوصاً البحرية والجوية منها، مشيراً إلى أن “الأجهزة مهما كانت متطورة، ستتأثر بعوامل الطقس، فبعض الغيوم مثلاً، يمنع الرؤية المكانية ما يؤثر على دقة الضربات، أما العمليات البحرية فتعتمد على حال البحر الذي يتأثر بالطقس”.

صواريخ الحزب ومسيراته
وبالنسبة الى “حزب الله”، يرى حلال أن عوامل الطقس تؤثر سلباً أو إيجاباً على إطلاق الصواريخ والمسيرات لديه حسب أنواعها، فهناك صواريخ دقيقة لا ترتبط بحال الطقس، وتكون مبرمجة مسبقاً، مشيراً الى أن “الظروف الجوية لا سيما الرياح يمكن أن تؤثر بصورة كبيرة على المسيرات التي تطلقها المقاومة، اذ ان قوة الرياح يمكنها أن تؤثر على ثبات الطائرة واستقرارها، بحيث قد يكون من الصعب عليها البقاء في الهواء والتحليق بصورة آمنة، إذا كانت الرياح قوية جداً، عدا عن أنها يمكن أن تؤثر في سرعتها واتجاهها، وبالطبع تتأثر بالأمطار والثلوج والعواصف الرعدية، ولكن هناك مسيرات لا تتأثر بهذه العوامل، ويمكنها القيام بمناورتها بصورة منخفضة وسريعة، متخفية عن القبة الحديدة، وتصيب أهدافها بطريقة ذكية جداً”.

ويضيف حلال: “الطقس ليس له تأثير كبير على العمليات البرية بسبب وجود المدرعات، وبالتالي الثنائية بين المشاة والمدرعات لا تتأثر كثيراً بالأحوال الجوية، بحيث أن التأثير ليس على العمل الاستراتيجي بل التكتيكي، فمثلاً إذا كانت ليلة ضبابية يمكن للمدافع كعناصر المقاومة الافادة من الضباب، ليتخفوا في تضاريس المنطقة مستغلين ثغرات الأحوال الجوية، وإذا أردنا إسقاط هذا الموضوع على الوضع اليوم، فنجد أن العدو الاسرائيلي بعد اختراقه منطقة الخيام ووصوله إلى تلة الحمامص حاول أن يخرق بقعة حي المسلخ (أو موقع معتقل الخيام)، ولكن قوة المقاومة وتنوع أسلحتها دحراه بالاضافة إلى المساعدة من الأحوال الجوية التي بدأت منذ البارحة (أول من أمس) ودفعت الجيش الاسرائيلي إلى الانسحاب من الخيام”.

وفي الخلاصة يقول حلال: “كل العمليات العسكرية تتأثر بالأحوال الجوية من ناحية الدقة والتعديل والعمليات المبرمجة، وبالتالي في كل العمليات العسكرية توضع الخطط الأساسية والخطط البديلة لها لملاءمة الأوضاع الجوية”.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة