مفاجآت بمستوى الصدمة لـ «الحزب» وإيران: هل يمكن تطبيق الـ 1701 وإبقاء السلاح شمال الليطاني؟
يترقّب البعض في لبنان ما إذا كان المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين سيعود مجدداً إلى لبنان حاملاً أجوبة إيجابية على موافقة إسرائيل على الطرح اللبناني الرسمي لجهة وقف إطلاق النار تمهيداً لإطلاق مفاوضات حول تطبيق كامل للقرار1701 لأن عدم عودة هوكشتاين تحمل مؤشرات سلبية على أن وقف إطلاق النار ليس قريباً على الرغم من المساعي الحثيثة الجارية لوقف الحرب.
وبات معلوماً أن هوكشتاين وجّه لوماً إلى لبنان الرسمي وأعلن من مقر الرئيس نبيه بري بالذات في عين التينة أنه نبّه مراراً إلى «أن الأمور تنذر بتصعيد» قائلاً «أمضينا 11 شهراً نحاول احتواء الأزمة وكان الحل ممكناً، ولكن تم رفضه وخرجت الأوضاع عن السيطرة كما كنا نخشى».
وعليه، فإن عودة هوكشتاين رهن بالوصول إلى اتفاق شامل حول القرار 1701 يضمن أن يكون الصراع هو الأخير، لأن عدم تطبيق القرار ساهم في الأزمة وهذا يجب أن يتغيّر. وهذه العودة رهن أيضاً بالموافقة على منع أي وجود مسلح في المناطق الحدودية فوق الأرض وتحتها وبتوسيع النطاق الجغرافي لسلطة القرار الدولي، إلى شمال نهر الليطاني بمسافة عدة كيلومترات، وأقله كيلومتران اثنان إضافة إلى زيادة عديد «اليونيفيل» وعديد الجيش اللبناني في الجنوب وتوسيع مهام «اليونيفيل» لتشمل الحق في تفتيش أي نقطة أو مركبة أو منزل يشتبه بأن فيه أسلحة، إضافة إلى توسيع نطاق عمل هذه القوات لتشمل المرافئ ونشر أبراج مراقبة وتدقيق على طول الحدود البرية للبنان مع سوريا.
أما إذا استمر مطلب الفصل بين القرار 1701 والقرارين 1559 و1680 من أجل احتفاظ «حزب الله» بسلاحه خارج جنوب الليطاني، وإذا استمر القول بأن نشر القوات الدولية على طول الحدود مع سوريا يشكّل انتهاكاً للسيادة السورية فهذا يعني أن لا حل قريباً في الأفق وأن الحرب قد تطول وأن رهان «حزب الله» وإيران على تغيير المعادلات في الميدان هو محاولة لشراء الوقت. وفي هذا الإطار، يتحدث المدير التنفيذي لـ «رؤية العوربة» الدكتور نوفل ضو لـ «القدس العربي» عن مفاجآت بمستوى الصدمة لـ «الحزب» وإيران أحبطت معظم خططهما العسكرية التي وضعاها وتدرّبا عليها واستعدا لها منذ حرب 2006.
ويتحدث نوفل عن عقيدة قتالية جديدة اعتمدها الجيش الإسرائيلي، فاجأت إيران وحلفاءها، لا سيما حزب الله. وقال بدا أن إيران وحلفاءها، خصوصاً الحزب «لم يتحسبوا لحروب زمن التكنولوجيا، وبنوا كل خططهم العسكرية على وقائع حرب تموز/يوليو التي استندت إلى سيناريو الاجتياح البري ومتطلبات التصدي له من الكمائن والمفخخات والانفاق وغيرها».
ويضيف نوفل أن إيران وحلفاءها ولاسيما «حزب الله» لم يقرأوا المتغيرات على العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي، وظنوا أن العقيدة القتالية الإسرائيلية لا تزال على ما كانت عليه في الحروب السابقة، فهم خططوا على أساس استدراج إسرائيل إلى حرب برية لاجتياح لبنان لإيقاع جنودها ودباباتها في الكمائن… فتبين أن خطة إسرائيل على أرض الواقع لا تشمل اجتياحاً تقليدياً، ولا عمليات احتلال دائم، بل عمليات موضعية تهدف إلى التقدم الموقت لتنفيذ عمليات تدمير كامل لشريط حدودي داخل الأراضي اللبنانية يصل في مرحلة أولى حتى عمق أقصاه 5 كلم من «الأرض المحروقة» من أقصى الشرق إلى الغرب. وأشار نوفل إلى ما رافق ذلك من تهجير مليون ونصف مليون لبناني ليس فقط من الجنوب وانما من الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع الغربي والأوسط وصولاً إلى بعلبك الهرمل. مليون ونصف المليون لبناني على قارعة الطرقات وفي مراكز الإيواء من دون الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة.
وتحدث نوفل عن التخطيط على أساس أن إسرائيل لا تتحمل حرباً طويلة. فتبين ان إسرائيل مستعدة لذلك وها هي الحرب قد دخلت عامها الثاني مع عدم استبعاد أشهر طويلة إضافية من العمليات العسكرية.
ويبقى التحدي أمام فريق الممانعة إمكانية الحفاظ على سلاحه شمال شريط الليطاني، وتساهل المجتمع الدولي في تطبيق القرار 1701 حرفياً.
سعد الياس- القدس العربي