بنك أهداف إيراني يربك الإسرائيليين في الخارج

شكلت نسبة السياح الإسرائيليين في سريلانكا نحو 1.5 في المئة من مجموع السياح، إذ بلغ عددهم منذ بداية العام الحالي 20 ألف شخص.

بعيداً من الشرق الأوسط انتقلت المواجهات الإسرائيلية – الإيرانية إلى ساحة جديدة كشف عنها تحذير هندي قبل يومين من وجود تهديد جدي باستهداف السياح الإسرائيليين في سريلانكا، على رغم حالة التأهب المستمرة منذ أكثر من عام في السفارات الإسرائيلية في الخارج خشية استهدافها، على خلفية الصراع الدائر مع طهران والحرب في قطاع غزة.

واستناداً إلى معلومات نقلتها الاستخبارات الهندية إلى جهاز الموساد، حذر مجلس الأمن القومي الإسرائيليين من السفر إلى سريلانكا، وطالب الإسرائيليين بالخروج “فوراً” من مناطق عدة في جنوب وغرب البلاد.

واستند التحذير الإسرائيلي إلى “إنذار طارئ من وجود خلية إرهابية في المنطقة واحتمال وجود خلايا أخرى تهدد الإسرائيليين”، ومع أن الشرطة السريلانكية أوقفت ثلاثة متهمين بالتخطيط لتنفيذ هجمات ضد السياح، لكن السلطات الإسرائيلية أبقت على التحذير من إمكان تنفيذ هجمات قائماً.

وفتحت السلطات السريلانكية خطاً هاتفياً خاصاً للسياح “للإبلاغ عن أي نشاط مشبوه”، كما نشرت الشرطة مئات من عناصرها في منطقة خليج أروغام والمنطقة المحيطة بها.

وخشية استهدافهم، طالبت السلطات الإسرائيلية مواطنيها السياح الموجودين في سريلانكا بالامتناع عن التحدث باللغة العبرية، وعدم التنقل بملابس مكتوب عليها بالعبرية أو ارتداء رموز يهودية.

وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إن “التحذير من السفر إلى سريلانكا لا يزال في المستوى الرابع (الأعلى)، مع دعوة الإسرائيليين إلى مغادرة المناطق الساحلية فوراً”.

لغة الأرقام

وشكلت نسبة السياح الإسرائيليين في سريلانكا نحو 1.5 في المئة من مجموع السياح، إذ بلغ عددهم منذ بداية العام الحالي 20 ألف شخص.

وقبل ذلك التحذير بساعات اقتحم شخص مقر السفارة الإسرائيلية لدى العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وألحق أضراراً مادية بالمبنى من دون خسائر بشرية، إذ تزامن الهجوم مع إغلاق مقر السفارة بسبب الأعياد اليهودية.

وتتخوف إسرائيل من هجمات مسلحة قد تحاول إيران و”حزب الله” شنها ضد الإسرائيليين واليهود في خارج البلاد، وضد دبلوماسيين وسفارات إسرائيلية. يأتي ذلك أيضاً عقب تهديد مستشار المرشد الإيراني رحيم صفوي باستهداف السفارات الإسرائيلية في الخارج، مضيفاً أنها “لم تعد آمنة”.

تهديد طهران جاء على خلفية هجوم منسوب لإسرائيل استهدف القنصلية الإيرانية لدى دمشق مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وهو ما دفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى إغلاق 28 مقراً دبلوماسياً في مختلف أنحاء العالم بصورة موقتة.

وإثر اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري لـ”حزب الله” فؤاد شكر قبل نحو ثلاثة أشهر، رفعت وزارة الخارجية الإسرائيلية حالة الاستنفار الأمني إلى أعلى درجة.

وقبل ساعات أصدرت الخارجية الإسرائيلية تحذير سفر للإسرائيليين الذين يزورون تركيا وأرمينيا وأذربيجان وتركمانستان، وطالبتهم بالحذر.

حصار السفارات

وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، طالبت حركة “حماس” المتضامنين بتطويق مقار السفارات الإسرائيلية والأميركية حول العالم، وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً في شأن الاحتجاجات عقب دعوات إلى التظاهر بـ”جمعة الغضب” تنديداً بارتكاب تل أبيب “جرائم إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في حيفا سليم بريك أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها الموساد، تتعامل بصورة شبه يومية مع تهديدات باستهداف المصالح التابعة لها حول العالم منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وأشار بريك إلى أن تلك التحذيرات تتركز في شرق أوروبا وجنوب شرقي آسيا، مضيفاً أن أجهزة الاستخبارات الغربية وحول العالم تتعاون مع إسرائيل في شأن ذلك، وأوضح أن ذلك يأتي في ظل التهديد الإيراني باستهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج رداً على اغتيال هنية وكبار قادة “حزب الله” اللبناني.

وأوضح بريك أن لإيران تاريخاً في استهداف المصالح الإسرائيلية بخاصة في الأرجنتين خلال تسعينيات القرن الماضي، حينها استهدفت تفجيرات دامية مقري السفارة الإسرائيلية ومركزاً يهودياً في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وحملت الأرجنتين إيران المسؤولية عنهما، وهو ما نفته طهران.

ولفت قرار لمحكمة أرجنتينية قبل أشهر إلى أن إيران “أمرت بالهجوم في عام 1992 على السفارة الإسرائيلية في بيونس آيرس، وبالهجوم على مركز الجمعية التعاضدية الإسرائيلية الأرجنتينية في عام 1994”.

ووفق الحكم فإن “حزب الله” اللبناني “نفذ عملية استجابت لمخطط سياسي وأيديولوجي وثوري بتفويض من حكومة إيران”، واعتبر الهجومان على السفارة والمركز الإسرائيليين رداً على اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السابق عباس الموسوي.

وأسفر الهجوم على السفارة الإسرائيلية عن سقوط 29 قتيلاً، كما سقط في الهجوم على المركز اليهودي 85 شخصاً وأصيب 300 آخرون.

وتعيش في الأرجنتين أكبر جالية يهودية في أميركا اللاتينية، تضم نحو 300 ألف شخص، كما تعتبر الأرجنتين موطناً لمئات الآلاف من المهاجرين من سوريا ولبنان.

اندبندنت

مقالات ذات صلة