خاص: بيروت “الأم اللّي بتلم”.. و”الحضن الذي يتسّع للضال قبل البارّ”…ارحموها!

بطيب أصلها ونُبل فصلها.. احتضنت بيروت نازحي الجنوب والبقاع والضاحية.. وفتحت لهم الصدر والدار وحتى الأرصفة التي افترشوها على طول واجهتها البحرية أو شوارعها الداخلية..

بيروت ذات الوجوه العديدة.. هناك من يدّعي أن شوارعها لا تشبه بعضها.. فيما الواقع يعاكس مزاعمهم.. وإنْ كان بعضها عامراً بالنازحين والبعض الآخر فارغاً من روّاده والبعض الثالث لا تزال حياته تدب على وقع الخوف من الآخر المنبوذ..

يزعمون أنّ بيروت مدينة “متصلة منفصلة”.. ولكل شارع أناسه يعيشون تداعيات الحرب على طريقتهم.. وكل شارع يخبر عن واحد من وجوه المدينة الجريحة في زمن الحرب..

نقول لهم: بيروت إنْ كانت بيروت بنظركم “منفصلة” عن بعضها.. فهي بالروح والدم والاحتضان والتضافر وحدة واحدة.. أما اختلاف الناس والوجوه فهي طبيعة الحياة وسُنة الـ18 طائفة.. ولعبة الزعامات الذين ربّوا أجيالاً خلف أجيال تخاف من بعضها البعض على قاعدة “فرّق تسُد”..

ليل بيروت إنْ مُعتماً كما أصبح نهارها.. المتّشح بالسواد منذ تفجير مرفأ بيروت.. وما قبله وما بعده من خراب.. فإنّ لليلها ناسه النازحين وناسه الذين يُصرّون على مواصلة الحياة على أطراف الحرب.. وما تحويل أحد الملاهي إلى مقر للنازحين.. أو تحوّل الكورنيش البحري لجهة “بيال” إلى مخيّم بعدما كان متنفّساً لأهل العاصمة وزوّارها.. إلا أكبر دليل على أنّ بيروت بحجرها قبل بشرها.. لا تنسى أهلها فهي “الأم اللي بتلم”.. وهي “الحضن الذي يتسّع للضال قبل البارّ”.

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة