فضيحة مدوّية للرجل…سمير جعجع بلا حلفاء: تسرّع فتعثّر

سمير جعجع بلا حلفاء. ضغينة مستدامة مع «الكتائب». ثقة معدومة مع قدامى تيار «المستقبل» وعموم السنّة. فتور مع «التغييريين». قطيعة مع غالبية شخصيات «١٤ آذار». علاقة متذبذبة مع وليد جنبلاط. هذه صورة رئيس حزب «القوات» الحقيقية. وهي صورة نُقِلت مباشرة أمس من المؤتمر الذي دعا إليه في معراب «دفاعاً عن لبنان»، وأكّدت أن الرجل غير مؤهّل لقيادة مشروع أو تزعّم قضية. فرغم الثوابت التي تجمعه بمعظم هؤلاء، ومحورها معاداة حزب الله، إلا أن ليس بينهم من يريد مبايعته.

وعلى ما يبدو واضحاً، يعتقد سمير جعجع بأن الوقت قد حان لقطف جائزته الكبيرة: رئاسة الجمهورية وما يتصل بها من مشروع يحضّر له الغرب وبعض العرب، على قاعدة أن حزب الله انتهى. ورغم أن كثيرين ممن امتنعوا عن حضور لقاء معراب أمس، أو حضروا بمستوى تمثيل متدنٍّ، يشاطرونه الشعور نفسه، ويفترض أنهم في مركب واحد معه، إلا أنهم لا يرغبون في تسليمه الدفة. فكانت النتيجة مقاطعة إسلامية، وحضوراً مسيحياً خجولاً.

هذا في الشكل. أما في المضمون، فكان كلام جعجع هزيلاً مكرّراً، فلا شيء من خارج الصندوق. وخلاصته «وضع خريطة طريق في سياق التحضير لمرحلة انتقالية تخرج لبنان من الحرب، والمطلوب أيضاً انتخاب رئيس للجمهورية يعلن التزامه بتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً 1559، 1680 و1701». كل ما عداه حشو لا يقدّم ولا يؤخّر. أما كلامه عن معاناة الناس والضحايا والنازحين، فلا يتعدى في مضمونه التقليدي، حبة الكرز التي يراد لها أن تزيّن الخطاب الذي يفتقر إلى أي قدرة تأثيرية.

أصبح مؤكداً أن جعجع استعجل حرق المراحل، فكانت النتيجة فضيحة مدوّية للرجل الذي ظنّ أن التاريخ الحالي بدأ يُرسم على قياسه، ليتضح مجدداً أنه يطبّق للمرة الألف المثل القائل: من أسرع كثُر عثاره. وها هو يتعثّر من الخطوة الأولى في حرب ظنّها أنها حُسمت لصالحه حتى من قبل أن تبدأ.

كان اللقاء افتُتح بكلمة لجعجع طلب «فيها الوقوف دقيقة صمت وصلاة على أرواح الضحايا الذين قضوا في الحرب الدائرة في لبنان، ومن أجل شفاء الجرحى والمصابين»، ثم عُقد اجتماع مغلق بعيداً عن الإعلام، قبل أن يذيع جعجع البيان الختامي محاطاً بمشاركين كان «أبرزهم» كميل شمعون وأشرف ريفي.

الاخبار

مقالات ذات صلة