قيادي رفيع بالمحور يؤكد التعافي: معطيات ستقلب الصورة قريباً جداً…استعدوا للمفاجآت!!

جبهة لبنان تختلف عن جبهة غزة والخسائر التي تكبدوها في غزة ستكون اكبر وأضخم في لبنان ولا يمكن أن تعوض… “حزب الله” التقط أنفاسه واستعاد عافيته وهناك مئات من الصواريخ الجاهزة، تنتظر ساعة الصفر… استعدوا للمفاجآت!

يرتكز قيادي رفيع في محور المقاومة على مجموعة حقائق ووقائع لقول هذا الكلام. وفي تقييم شامل لما حصل، يقر القيادي بالخسائر وتراكم الإنجازات التي حققها العدو والتي بلغت ذروتها مع استهداف رأس الهرم، لكن في المقابل يكشف عن معطيات ستقلب الصورة قريباً جداً. ويقول القيادي لموقع “لبنان الكبير”: “العدو قام بعمل أمني شكل صدمة كبيرة متوهماً أنه من خلال هذه الصدمة يستطيع الوصول إلى الهدف الأساسي الذي يصبو إليه، ونحن نعلم تماماً أنه لطالما أخطأ بتقديراته ونعتقد أن العدو يخطئ مرة ثانية بحساباته وتقديراته. هم يعتقدون أنهم من خلال ارتكابهم لكل هذه الجرائم ووصولهم إلى رأس المقاومة يمكنهم القضاء على حزب الله، صحيح أن فقدان شخصية بحجم الأمين العام السيد حسن نصر الله هي خسارة فادحة لكن المقاومة هي منظمة ومؤسسة متجذرة وصلبة. وصحيح أيضاً أن الجسم السياسي أصيب لكن الجسم الميداني متعافٍ وسالم وبسالة المقاومين تجبر العدو على التصدي. وإذا كانت هناك فترة وجيزة أربكت الرابضين على الجبهة فان هذه المرحلة انتهت والجبهة رممت نفسها وحصل التكامل مجدداً وتم تأمين ظهر المقاومة في المواجهة بين الخطوط الأمامية والخلفية”.

ويعود القيادي بذاكرته إلى العام ٢٠٠٦ عندما أتت كوندوليزا رايس وقالت: ما يشهده لبنان هو مخاض لولادة شرق أوسط جديد، ماذا كانت النتيجة؟ وأين رايس اليوم؟ وأين الشرق الأوسط الجديد؟ ويكشف أن رسالة وصلت إلى فرنسا من ايران مفادها، إبلاغ الأميركيين أنهم واهمون إذا ظنوا مجدداً أن طهران ستسمح بإقامة نظام جديد في المنطقة وفق تطلعاتهم وتطلعات اسرائيل، وليعاينوا الأرض.

ويضيف: عام ٢٠٠٦ كانت هناك حكومة معادية للمقاومة أما اليوم فالوضع مختلف مع الحكومة الحالية، ثم ان من مصلحة طهران تمتين المؤسسات الرسمية وهو أمر بغاية الأهمية .

-حتى الآن العدو نفذ ٢٥٠٠ هدف والحزب متماسك من نائب الأمين العام إلى آخر مسؤول محور في اللبونة والناقورة والمؤسسة السياسية بدأت تلتقط أنفاسها، فالحزب ليس شعرة في الهواء، هو أمة وشعب وايران التي دعمته على مدى ٤٥ عاماً لن تتخلى عنه الآن، أما من يظن أن هناك إمكاناً للتغيير السياسي انطلاقاً من نتائج المعركة فهو خاطئ، عام ٨٢ وصلت الدبابات إلى بيروت ولم يستطع الرئيس أن يحكم إلى أن تغير النظام السياسي.

-الوضع الميداني ممتاز على الجبهة والمقاومة تتصرف بهدوء ورصانة، وحتى الآن ما قام به العدو تقدم أمتاراً قليلة والمقاومة لا تدافع عن بيت أو طريق أو قرية وقد تتخلى عن قرية بأكملها في تكتيك مرتبط بالخطة الشاملة في المعركة.

-الأولوية لوقف إطلاق النار وايصال المساعدات، أما القرار ١٧٠١ ومندرجاته فيأتي الكلام به لاحقاً.

يعترف القيادي بأن العدو أشعل ناراً في البيت اللبناني، ويؤكد أن الهم الأول هو إطفاء النار وعدم الدخول في مسائل خلافية لا تخدم المصلحة العامة.

ويعوّل القيادي الرفيع على دور الرئيس نبيه بري الذي يعرف تماماً كيفية اتخاذ القرار في الظروف الصعبة. ويقول: “نحن رأينا الموقف الذي ‏اتخذه عام 2006 والآن يقوم بالدور نفسه، وكما كان حزب الله ومن خلفه محور المقاومة يثق بدوره سابقاً فانه يثق بدوره حالياً وفي إيران ملء الثقة بالرئيس بري وبحنكته السياسية وحسن ادارته للمفاوضات، وقد جرت الموافقة على المقترح الأميركي الفرنسي الذي يؤكد على القرارين ١٧٠١ و٢٧٣٥”.

وهنا يكرر القيادي أن التوافق حصل على القرار ١٧٠١ وليس “١٧٠١ plus”، هم يريدون اضافة ملحقات للقرار كتوسيع دائرة عمل “اليونيفيل” وإبعاد المقاومة واللجوء إلى الفصل السابع، وهذه ليست المرة الأولى التي يحاولون فيها ادخال هذه التعديلات، وهذا لن يحصل. أبلغنا الفرنسيين: إذا لم تقوموا بواجباتكم تجاه الضغط على اسرائيل لوقف تماديها فسيأتي يوم وتتوسل فيه اسرائيل أن يحصل وقف لإطلاق النار.

وحول احتمالات الرد الاسرائيلي على ايران، يرى القيادي أن الرد أصبح مسألة صعبة وطهران أبلغت (بنيامين) نتنياهو عبر وسطاء أن السيناريو الذي يتحدث عنه في الرد سوف يؤدي إلى معركة حقيقية، والأميركيون ليسوا مستعدين للدخول واسرائيل وحدها لا يمكنها أن تقف في وجه ايران والرأي العام الداخلي في الكيان قلق ولا يريد دخول اسرائيل في حرب إقليمية.

ويكشف القيادي أن الرادع في حال حدوث الرد هو أن ايران ستقوم بضربة موجعة جداً هذه المرة أضعاف الرد الثاني، بدل ٢٠٠ صاروخ هناك ١٠٠٠ صاروخ معد للإطلاق.

ويضم القيادي مخاوفه إلى الذين يتهيبون من المخطط الاسرائيلي بإحداث فتنة في لبنان، لكنه يؤكد في المقابل أن هذا الأمر لن يجد صدى واستمرارية. فلبنان تجاوز مرحلة الحرب الأهلية وتوازن القوى السياسية لا يسمح بنشوب مثل هذه الحرب. بالنسبة الينا الأفق ليس واضحاً تماماً لكننا على يقين بأن المقاومة ستنتصر.

تقدير الموقف هذا يشكك مصدر ديبلوماسي بجزء منه، إذ يكشف لموقع “لبنان الكبير” أن الاتصالات الدولية أفضت إلى التسليم بالأمر الواقع وهو أن اسرائيل ستستثمر حتماً في ما حققته ولن تذهب إلى وقف إطلاق النار مدعومة من واشنطن، التي بدورها لم تصدق للوهلة الأولى أن اسرائيل بدأت فعلاً بتغيير الواقع من الأعلى إلى الأسفل، وكما تغاضت عنها في غزة ستتغاضى في لبنان.

ويؤكد المصدر أن الولايات المتحدة كانت جدية في اقتراحها وقف إطلاق النار في لبنان والضغط على نتنياهو للقبول به حتى ٢٥ أيلول، أما بعد ما تحقق بنظرهم من الوصول إلى الصيد الثمين، فقد أعطت الضوء الأخضر لاستكمال العمل على جبهة لبنان حتى لو تجاوز نتنياهو بعض الخطوط الحمر.

وعليه، فإن أسرائيل لا تزال تتحصن بالـcarte Blanche للمضي في حربها، إلى أن تراكم الكم الأكبر من الإنجازات التي تسمح لها بفرض الشروط التي تريدها على طاولة المفاوضات، وعلى الطريق إلى الطاولة تعتقد أن الظروف ستكون مؤاتية لفرض واقع سياسي جديد في لبنان، “حزب الله” خارجه.

هذا هو المخطط، لكن تنفيذه سيتكسر على قدرة المقاومة في التصدي وإحداث المفاجآت. إنها مسألة وقت.

ليندا مشلب- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة