بحوزته حقيبة من المتفجرات.. “سر” بقاء السنوار حياً

كشف المحقق الرئيسي في جهاز “الشاباك” مايكل كوبي الذي قضى 150 ساعة في غرفة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أثناء وجوده في السجن مفاجأة حول الطريقة التي لا يزال يضمن فيها السنوار سلامته.

ومع قرب حلول ذكرى السابع من أكتوبر، لم يظهر إلا في مقطع فيديو لرجل منحني الظهر، برفقة زوجته وأطفاله، وهو يشق طريقه عبر أنفاق غزة العام الماضي حاملاً معه حقيبة.

كوبي كشف في تقرير لصحيفة “ذا تايمز” أن تلك الحقيبة تحمل 25 كليوغراماً من الديناميت، وحول ما لا يقل عن 20 رهينة، مضيفاً “سنحت لنا الفرصة لقتله عدة مرات، ولكن إذا فعلنا ذلك فسوف يقتل جميع الرهائن”.

قتل فلسطينيين

في عام 1988 اعتُقل السنوار وأُحضر للاستجواب من قبل جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، وخلال استجاوبه اعترف الشاب البالغ من العمر حينها 26 عاماً ببرودة أعصاب بقتل 4 متعاونين فلسطينيين، وخنق رجل بيديه العاريتين واستخدام الكوفية لخنق آخر، وإطلاق النار على ثالث وضرب رابع حتى الموت، وفق تقرير الصحيفة.

وأثناء وجوده في السجن، كتب السنوار رواية بعنوان “الشوك والقرنفل” حيث يتم سجن بطل الرواية “أحمد” وهو نسخة مبطنة من المؤلف، يقول فيها “لماذا لا نبني شبكة معقدة من الأنفاق تحت غزة، لحماية المقاومة من القنابل الإسرائيلية؟ وفي إحدى المقابلات للسنوار، قال: “السجن يبنيك”.

وبين كوبي بحسب ما نقلت عنه الصحيفة البريطانية أن السنوار أرهقه نفسياً من خلال التحدث باللغة العربية فقط، وإظهار معرفته المتفوقة بالقرآن الكريم ويقول كوبي: “كتب السنوار بعد ذلك كتاباً عن الاستجوابات. لقد علم الإرهابيين كيفية التعامل مع المحقق، وجعلنا متوترين. لقد قرأت هذا الكتاب وكان كتاباً جيداً”.

تفاصيل جديدة مع طبيب الأسنان

خلال فترة وجوده في سجن بئر السبع في جنوب إسرائيل تعرف السنوار على يوفال بيتون، طبيب الأسنان الإسرائيلي السابق الذي أنقذ حياة زعيم حماس عندما عرف أن السنوار يمر بعلامات سكتة دماغية محتملة.

وتنقل الصحيفة أن بيتون تعلم التمييز بين الجهاديين الدينيين من حماس والقوميين الفلسطينيين الأكثر علمانية من فتح من خلال نوعية أسنانهم، ويضيف “الأصوليون المتزمتون من حماس يولون اهتماماً كبيراً بنظافتهم الشخصية، فيرفضون التدخين أو شرب الكحول أو تناول الحلوى، ويحرصون على الوضوء قبل الصلاة، وعلى النقيض من ذلك، كان المتحررون من فتح أكثر ميلاً إلى الانغماس في الملذات، وبالتالي كانوا أكثر عرضة لتسوس الأسنان والتهاب اللثة.

في عام 2004 بدأ السنوار يعاني من الدوار وكثيراً ما كان ينهار أثناء الصلاة ويشكو من ألم في رقبته، وبعد أن أدرك بيتون علامات السكتة الدماغية المحتملة، رتب للسنوار عملية نقل على وجه السرعة إلى مركز سوروكا الطبي، حيث اكتشف الجراحون الإسرائيليون خراجاً في دماغه وأجروا عملية جراحية لإزالة الورم.

السنوار مدين بحياته لإسرائيلي

وبعد العملية زار بيتون السنوار أثناء تعافيه وطلب السنوار من ضابط الأمن الذي كان مسلماً أن يشرح لبيتون ماذا يعني في الإسلام إنقاذ حياة شخص، قائلاً له إن بيتون أنقذ حياتي وهو مدين له بذلك.

ويقول التقرير، بعد أن طور بيتون علاقة فريدة من نوعها مع نزلاء السجن، تم تجنيده كضابط استخبارات كبير في مصلحة السجون الإسرائيلية، للمساعدة في التفاوض على صفقة تبادل الأسرى جلعاد شاليط في عام 2011، والتي تم فيها إطلاق سراح 1027 سجيناً مقابل جندي إسرائيلي واحد.

ومثل كثير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كان بيتون يعارض إطلاق سراح السنوار، وكان يخشى أن يبرز الجهادي المتعصب الذي صاغ نفسه على غرار صلاح الدين الأيوبي، كزعيم جديد، وقول بيتون “لم يكن إطلاق سراح السنوار مشكلة لأنه في تلك المرحلة كان قد قتل الفلسطينيين وليس يهوداً”.

رقم هاتف السنوار

ويقول بيتون “عندما أُطلق سراح السنوار طلب مني رقم هاتفي وقال إنه يريد الاتصال بي ذات يوم لسداد الدين”، مضيفاً “من المثير للدهشة أن السنوار نفسه كان يعارض الصفقة التي ضمنت إطلاق سراحه على أساس عدم الإفراج عن عدد كافٍ من السجناء”.

وكشف التقرير أن خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر اختطفت حماس 251 إسرائيلياً، اعتبرهم السنوار أوراق مساومة يمكن أن يستخدمها لتأمين إطلاق سراح السجناء، واللافت أن من بين الرهائن الإسرائيليين “تمير أدار”، ابن شقيق بيتون طبيب الأسنان الذي أنقذ حياة السنوار.

ولأنه كان يعلم أن السنوار ربما لا يزال يتابع التغطية الإسرائيلية للهجمات، أجرى بيتون مقابلة على التلفزيون الإسرائيلي ناشد فيها السنوار مباشرة وذكره بدينه، وقال بيتكون “لقد فهم الرسالة”.

وأضاف “بدأ السنوار بعد لقائي بالتحقيق في مصير أدار، ولقد أطلعه قياداته الأصغر سناً أن ابن شقيقي بصحة جيدة”.

ولكن التقرير أكد أن تطمينات عناصر حماس كانت “كاذبة”، حيث نزف أدار في السابع من أكتوبر بعد وقت قصير من نقله إلى غزة، حيث أصيب بجروح قاتلة أثناء تبادل إطلاق النار في نير عوز.

فرصة قتل السنوار

ويقول إيهود يعاري وهو صحفي إسرائيلي التقى السنوار وأجرى معه مقابلة ويدعي أنه ظل على اتصال مع زعيم حماس عبر وسطاء حتى بضعة أشهر مضت: “الإسرائيليون مترددون للغاية في ضربه لأنه محاط بالرهائن”.

وأضاف “سنحت لهم الفرصة لكن لم يقتلوه.. لا أعرف أي زعيم إسرائيلي قد يوافق على قصف السنوار عندما يكون هناك رهائن إسرائيليون حوله”.

أرم نيوز

مقالات ذات صلة