حينما يرحل التاريخ… إنتهت الرحلة!
قد تكون كلمة صدمة أكبر مما يشعر به المرء حين يدرك أن سماحة الأمين العام لحزب الله لم يعد حيّاً يُرزق.
بل قد يكون من هول الكارثة، قد لُجمت الألسن والأقلام وتوالت الأسئلة: هل فعلاً ارتقى سيد الانتصارات شهيداً وأدمى قلوب كل من آمن بخطّه المقاومي والسياسي، كذلك أبكى خصومه؟!
صاحب الإصبع الذي لجم حتى العدو، ومالك الإطلالة والكاريزما والأسلوب السهل الممتنع في الخطابة سيغيب عنا، ولن ننتظر خطابه مرّة تلو آخرى.
لا يا سيد، إسمح لنا أن نحزن وتعتصر قلوبنا من شدة الألم حزناً لارتقاء كبير من وطني، كان يشحن في أرواحنا قوة الصمود، وعزّة الانتصار في زمن الهزائم.
نم قرير العين يا سماحة السيد بعيداً عن عالم النفاق، لقد خانك الأقربون وظلمك البعداء، حتى حملت على كتفيك وعاتقك كل الوجع فانتهت الرحلة.
بالله عليك يا سيد “طل علينا”، وليكن ما صدر في بيان حزب الله “تكتيك عسكري سياسي”، ونفرح بأنّك ستستكمل مسيرة النصر على العدو.
سنبقى أوفياء لرسالتك النبيلة، وإطلالتك المقاومة ستبقى ساكنة في وجداننا، نعم يا سيد سامحنا لأننا لم نكن على مستوى تضحياتك.
برحيلك رحل التاريخ، فهل سيقف تاريخ المقاومة بانتصاراته وانكساراته؟!، ونعدك بأنّ ثأر دمك لا ولن يذهب سُدى، وسيبقى كلامك حاضراً مع كل انتصار سيسجله أبطال المقاومة السائرون على دربك ودرب الشهادة.. فإلى اللقاء بكم في جنان الخلد..
محمد جابر