حرب امنية صامتة بين الحزب والموساد: هيكلية معقدة وقادة بدلاء جاهزين للتولي الفوري دون أي تأثير على العمليات!

مع الاقرار بتحقيق اسرائيل ضربات قاسية ضد حزب الله في الاسبوعين المنصرمين، لا سيما في حربها السيبرانية والامنية، الا ان مصدرا وزاريا قريبا من ثنائي حركة امل والحزب قال لوكالة “اخبار اليوم”: “يجب عدم الاستسلام لسردية اسرائيل سلسلة الادعاءات المتضاربة التي أطلقها كبار المسؤولين، الذين ادلوا بتصريحات تتحدث عن “تقدمات” وهمية على صعيد المواجهة مع المقاومة اللبنانية، وما هي إلا انعكاس لحالة من التخبط والفشل الإسرائيلي على المستوى الميداني والاستراتيجي الذي عبّرت عنه بالمجازر في حق المدنيين”.

واضاف المصدر: لقد “زعم بعض المسؤولين الإسرائيليين أنهم “قضوا على 50٪ من قوة المقاومة”، بينما آخرون يعترفون بأن المقاومة قد أعادت الكيان الصهيوني “20 سنة إلى الوراء”. هذه التصريحات المتضاربة لا تنم إلا عن ضعف في فهم الواقع الميداني ومحاولة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي والدولي، وما يحدث فعليا على الأرض يعكس صورة مختلفة تماما. فبحسب الاعترافات الإسرائيلية نفسها، أطلقت المقاومة اللبنانية أكثر من 200 صاروخ في الأيام الأخيرة، ما تسبب في شلل كامل للحياة في شمال فلسطين المحتلة وصولا إلى حيفا. وان قرابة مليون مستوطن لجأوا إلى الملاجئ، فيما توقفت العديد من الخدمات الحيوية، بما في ذلك حركة الطيران الداخلي. هذه الأرقام والوقائع تكشف أن قدرات المقاومة لا تزال في تصاعد، على عكس ما يحاول المسؤولون الإسرائيليون الترويج له”.

واوضح المصدر ان “من المؤشرات البارزة على التخبط الاسرائيلي، هو مدى تطور قدرات المقاومة اللبنانية. ففي سابقة خطيرة، وصلت صواريخ المقاومة إلى أكثر من 200 كلم، مستهدفة مواقع عسكرية وصناعية حساسة، ليس فقط في الشمال وإنما أيضا في “الضفة الغربية”، وهو ما يُظهر تجاوز المقاومة للخطوط الحمراء الإسرائيلية التقليدية وقدرتها على ضرب عمق مناطق الاحتلال، كما أن ادعاء المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بـ”القضاء على آلاف المنصات الصاروخية” لا يعكس الحقيقة، حيث لا يزال إطلاق الصواريخ مستمرا، ولم يظهر أي تراجع في زخم العمليات العسكرية للمقاومة. إضافة إلى ذلك، فإن الهجمات الصاروخية تتم بشكل متزامن ودقيق، ما يدل على قدرة عالية على التنسيق والاستمرار رغم الهجمات الإسرائيلية”.

وتعليقا على “مزاعم اغتيال “القائد الثالث في حزب الله”، اكد المصدر أن المقاومة تثبت يوما بعد يوم تماسك هيكليتها التنظيمية. كلما اغتيل قائد، يأتي البديل على الفور، وهو ما أظهرته المعطيات الأخيرة، والقادة الجدد غير معلومين للعدو، مما يثبت وجود هيكلية معقدة وقادة بدلاء جاهزين للتولي الفوري دون أي تأثير على سير العمليات، والاهم هو فشل عملية الاغتيال في ظل حرب امنية صامتة بين جهاز امن حزب الله والموساد الإسرائيلي، كما ان المؤشرات تدل إلى احتمال وجود تدخل من تقنيات التشويش الإلكتروني التي عطلت عمل الصواريخ، وهو ما يشير إلى تطور قدرات المقاومة في هذا المجال أيضا”.

ورأى المصدر “إن المزاعم الإسرائيلية حول إحراز انتصارات ميدانية هي جزء من حملة إعلامية لتبرير فشلها واستمرار عدوانها على لبنان. وفي ظل إعلان حالة الطوارئ في كافة أنحاء اسرائيل لمدة أسبوع، تتصاعد المخاوف من احتمال اللجوء إلى مزيد من تصعيد أوسع ومجازر اكبر”.

ودعا المصدر “المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية. كما ذكّر المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لاحتواء الوضع قبل أن يتفاقم بشكل يؤدي إلى تصعيد عسكري أكبر قد يهدد أمن المنطقة برمتها”.

داود رمال-اخبار اليوم

مقالات ذات صلة