لبنان يلملم تداعيات “الثلاثاء الأسود”: تضامن وطني واستثنائي غير مسبوق

لا تزال تداعيات مجزرة “الثلاثاء الاسود” او “محمول البايجر” في يومها الثاني حاضرة في مآتم تشييع الشهداء، وعلى اسرة المستشفيات حيث يتماثل مئات الجرحى للشفاء.

وتكشف اوساط معنية بملف الجرحى والمصابين لـ”الديار” ان رغم هول المأساة والمصاب الكبير، الا ان العناية الالهية تدخلت لتنقذ مئات المستهدفين من الموت المحتم. وتشير الى انه كان متوقعاً ايضاً ووفقاً لحجم الاصابات الكبير ان يكون عدد الشهداء اكبر، ولكن الالطاف الالهية تدخلت لحماية الارواح.

وتكشف ان عدداً من الاصابات الصعبة ومعظمها في الوجه واليدين، وهي اصابات دقيقة وامكانية علاجها في ايران عالية، وقد تم نقلها امس الى ايران ، على ان تليها دفعات اخرى تباعاً. وتشيد الاوساط بسرعة تدخل الجانب الايراني والعراقي والسوري، وايفاد طواقم طبية ومساعدات متعلقة بالعيون والاطراف ، وكذلك بالمواقف السياسية الحازمة والرافضة للعدوان من هذه البلدان الشقيقة.

وفي الجانب السلبي للاصابات، تكشف الاوساط انه للاسف بعض المصابين فقدوا عين واحدة او الاثنتين، كما تم بتر الاصابع او كامل اليد لبعض المصابين. وتشير الى ان هناك مسار طبي طويل لمصابي العيون، وخصوصاً ممن يحتاجون الى ترميم للشبكات او زرع قرنيات وبؤبؤ وغيرها.

وعن مصير السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني، تؤكد الاوساط انه بخير ووضعه مستقر ولا صحة لوجود خطر على عينيه او على حياته، وكل التشويش مقصود للاساءة له ولعائلته ولايران وللمقاومة، وللنيل من معنويات المقاومة وجمهورها.

في المقابل تكشف اوساط سياسية واسعة الإطلاع على اجواء حزب الله لـ”الديار” ان المقاومة بخير، والتحقيقات مستمرة لدى الاجهزة المعنية في المقاومة، للوقوف على حقيقة ما يجري وحتى الساعة لا تصور نهائياً لما جرى.

وتكشف الاوساط ان “القصة الكاملة” سيكشف عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته عند الخامسة من عصر اليوم. وتشير الى ان كل المعطيات تؤكد ترقب العدو لكلمة السيد نصرالله ولماهية الرد، خصوصاً ان السيد نصرالله كان أكد قبل شهرين ان المس بالمدنيين وتغيير المعادلات ،وكذلك الذهاب بعيداً في الاعتداءات وتجاوز كل الخطوط الحمر، يعني ان رد المقاومة سيكون بلا ضوابط ولا سقوف ولا حدود. وتشير الاوساط الى ان بعد “الثلاثاء الاسود”، توقعوا من حزب الله ما تتوقعوه وما لا تتوقعوه!

وفي الجانب السياسي، تشير الاوساط الى ان البعض من السفراء والجهات الغربية ووفق ما نقل الى الحكومة اللبنانية، ان العدو اخطأ بالتقدير والتوقيت، وان الاميركي بدأ يتحرك لململة الامور، ولكن المقاومة كعادتها ماضية في قراراتها ومسيرتها ودفاعها عن لبنان ومساندتها لغزة ، وهي غير معنية بكل ما يجري.

جنوباً وفي اليوم الثاني على انفجار “البايجرات” وسقوط 750 جريحاً بينهم 4 شهداء في قضاء صور، فلكل شهيد قصة.

ففي بلدية عيناثا قضاء بنت جبيل، ارتقى مهدي عباس سمحات “جواد معتوق” مواليد عام 1995 شهيداً على طريق القدس، فنعاه والده عباس ليل امس الاول بصبر وثبات، وهو كان قدم ابنه الثاني توفيق شهيداً في سوريا منذ اعوام.

وفي بلدة مجدل سلم سقط 17 جريحاً، و3 شهداء احدهم في “البايجرات” واثنان آخران سقط بغارة معادية. والشهيد الذي سقط في انفجار “البايجرات” هو الشهيد حسن محمد ياسين من مجدل سلم، لكنه من سكان معروب.

علي ضاحي- الديار

مقالات ذات صلة