خاص موقعنا: ما سر هذا “القرض الحسن”؟؟!!

قد تؤيّده سياسياً أو ترفضه.. وقد تناصره عسكرياً أو تعاديه.. لكن إجماعاً ما بعده إجماع.. ورغم كل العقوبات والأزمات والحصار.. ثقة عميقة جداً يضعها أغلبية اللبنانيين بالمؤسسات المالية التابعة لحزب الله.. والتي يأتي في مقدمتها “مؤسسة القرض الحسن”..

ففي ظل صراع المودعين مع المصارف.. وفي زمن سرقة أزلام الدولة ورجالات المصارف للمال العام والخاص ومحاصصته على حساب الشعب.. كان “القرض الحسن” ولا يزال الملجأ للبناني الذي تقطعت به السُبُل..

واليوم في زمن الحرب.. كانت لموقعنا جولة في أحد فروعه للاطلاع على الواقع المأزوم.. فكُنّا أمام إشكالية غريبة.. زحام “مش طبيعي” وحركة من كل الطوائف والمناطق.. لتقديم ما “يرهنونه” ويحصلون مقابله على الدولار النقدي..

لكن المفاجأة كانت الإجابة على أسئلتنا بما شكّل صدمة.. حيث ظننا بداية أن النزوح من الجنوب أو من الضاحية الجنوبية لبيروت يُسبب هذا الازدحام.. إلا أن الرغبة بالعمل وتوسيع مشاريع وإعادة الاستثمار.. إضافة إلى شراء ألواح طاقة شمسية وأجهزتها.. و”صفقة مازوت للمولدات”.. كانت الأهداف الأولى “للرهن”.. رغم كل ما يمر بالبلد!!

أمام هذه الصورة الغريبة.. ورغم صراع المواقف والآراء بين مناصر لجبهة الإسناد ورافض بتاتاً لها.. شكّلت هذه المؤسسة المالية التابعة للحزب (رغم كل التساؤلات المشروعة حولها) قبلة لبنانية عابرة للطوائف بكل ما للكلمة من معنى.. فاجتمع – كما يُقال – الهلال مع الصليب والنجمة الخماسية.. حتى لظننا أنّنا أمام استفتاء على الثقة بصرح مالي حافظ على إيمان الناس به.. تزامناً مع انعدام الثقة بالدولة ومكوّناتها..

لكن أمام هذا المشهد “المالي – السوريالي” سيل من الأسئلة وعلامات الاستفهام تفرض نفسها وبقوة حول شرعية أو عدم شرعية “القرض الحسن”؟!.. فهناك مَنْ يعتبره مصرفاً إيرانياً غير شرعي في لبنان يحظى بشعبية محلية كبيرة؟!.. بل إنّه لعب وعمل على الحلول مكان الدولة الشرعية.. أو أدّى دوراً سلبياً أسفر عن انعدام ثقة اللبناني بالقطاع المصرفي ليحل مكانه؟!..

وأمام هذه التساؤلات يبرز السؤال أكبر عن حاجة الناس أو الثقة؟!.. ففي الحالات الكثيرة التي رهن الناس أشياءهم نالوا المقابل.. لكن في حالات أيضاً وعند عدم السداد يعطي “القرض الحسن” فرصاً لإنقاذ المرتهن مرات عديدة.. ولكن في النهاية ليس “مؤسّسة خيرية” فيتمّ بيع “الشيء المرهون” …

من هنا نختم بأنّ الثقة التي ولّدتها مؤسسة “القرض الحسن”.. لعلها دفعت الرافض والمعترض “سياسياً” للجوء إليهم من باب الحاجة المادية.. وهي “لبت وصدقت…وساندت…” في وقت سرق “القطاع المصرفي” جنى العمر…

خاص Checklebanon

 

مقالات ذات صلة