خاص شدة قلم: حين يتحول العلم من رسالة إلى تجارة.. المدارس الخاصة ترفع الأقساط مئات المرّات!
“إنْ لم تستح فافعل ما شئت”.. شعار ينطبق على أغلبية – إنْ لم يكن كل – المدارس الخاصة في لبنان عشية انتهاء العام الدراسي 2023-2024.. التي سارعت إلى “إبهاج الأهالي” برفع الأقساط المدرسية للعام المقبل ليس فقط 100%.. بل بعضها تجاوز الـ200 والـ300%..
مدارس “ما عادت تخاف الله”.. تدّعي حمل رسالة العلم وتنشئة الأجيال.. لكنها في المقابل تحولت إلى وحوش تمتص دماء الآباء وعرق جباههم.. فلا يكاد الأب يتنفس الصعداء حتى يُبلى بمصاريف ودفعات وتكاليف تُرهق الكاهل..
والأنكى أنّ وزارة التربية ووزيرها “المحترم” غائبان عن السمع.. اللهم إلا من البيانات التحذيرية التي تصدر تحت شعار “نحن هنا”.. “شوفونا عم نهدّد مش مطنّشين”.. بينما على أرض الواقع “لا ناقة ولا جمل للوزير أو لوزارته”.. والمدارس تلعب لعبتها بمصير الجيل اللبناني الذي أصبح مُعلقاً على خشبة خلاص نخرها السوس..
إنْ فكّر الأهالي بنقل أطفالهم إلى المدارس الرسمية.. فواقع الحال يقول بأنّ يوم دراسة وعشرات أيام الإضراب.. يوم عمل مزحوم بعشرات التلاميذ المتراصّين فوق بعضهم البعض.. “اللي فهم فهم واللي ما فهم.. ستين عمره إذا بيفهم”.. بالخلاصة تجهيل الجيل الناشئ أو تحويل المدارس الخاصة للأغنياء والمتنفّذين.. فيما العلم الرسالة وأمل الغد “حبر على ورق”..
بالأرقام التي أتحفّظ عن نشرها في هذه المقالة.. ولعلّي أؤجلها إلى مقال آخر في حال استمرت “السرقة” ولم ترأف المدارس أو تتحرّك “وزارة التربية” التي – بكل وقاحة – أصدرت بياناً سمحت فيه للمدارس برفع الأقساط بما يتناسب مع الأوضاع المعيشية المستجدة.. وكأنّ المعنيين في الوزارة أو إدارات المدارس والجمعيات القائمة عليها غاب عنهم أنّ النسبة الأكبر من اللبنانيين ما زالت تعيش كفاف يومها.. ومازلت رواتبها أو مداخيلها ضمن حدود الـ15 ألف ليرة للدولار وليس ملامسة المئة ألف ليرة..
بالمختصر الأرقام ستكشف المستور وستفضح السمسرات المدرسية تحت شعار “الدعم”.. بمعنى يطالبون بقسط مدرسي يتجاوز الـ100 مليون.. تُضاف إليه بضعة آلاف من الدولارات تحت شعار “الدعم”.. يعني هم أبرياء براءة إخوة يوسف من دمه.. وهذه الآلاف من “عملة العم سام” مساعدات من الأهالي للمدرسة لمواصلة نشاطها..
وفي عيد الأضحى الذي حلّ مُثقلاً بالتفكير من أين سنؤمّن الأقساط للعام المقبل.. يبقى السؤال: ما في الله تخافوه وترحموا الأهل؟!
مصطفى شريف- مدير التحرير