خاص شدة قلم: إمرأة هزّت عرش خامنئي؟َ
غريب أمرها تجمع التناقضات في وجه واحد.. تعصي أمر مولاها وتترشّح للانتخابات الرئاسية.. رغم تصنيفها من أوائل وأشد المؤيّدين لجبروته “ولو كان أعمى”.. تقلب الطاولة على شرائعه التي “ما أنزل الله بها من سلطان”.. وتدّعي الانفتاح على الآخرين رغم التقوقع.. تطالب بـ”ديمقراطية الإسلام السياسي”.. وتطالب بإعدام المتظاهرين الرافضين لهيمنة “الولي الفقيه”..
إنّها المرأة التي هزّت عرش “المرشد الأعلى علي خامنئي”.. النائب المتشدّدة السابقة زهرة اللهيان التي سارعت إلى تقديم طلب ترشّحها في اليوم الأول من فتح باب الترشّح لمنصب الرئاسة الإيرانية.. بعد الرحيل الصادم للرئيس السابق إبراهيم رئيسي.. لتصبح بذلك أول امرأة إيرانية تتجرّأ على الترشّح لهذا المنصب..
بل والأنكى أنّ “مجلس صيانة الدستور”.. الذي يدقق في طلبات المرشّحين منحها الضوء الأخضر للتقدّم في مواجهة أقرانها من المرشحين الذكور.. رغم أنّ القوانين المرعية الإجراء في إيران تمنع المرأة منعاً باتاً من الترشّح إلى منصب “رئيس الجمهورية”.. لكن اللهيان استطاعت حسب أوساط ديبلوماسية أن تنفذ من هفوة تفسير المادة 115 من الدستور الإيراني.. التي تحدّد أن يكون المرشّح للرئاسة من “الرجال السياسيين”.. وكلمة “رجال” فسّرها معظم خبراء القانون الفارسيين على أنّها “شخصيات”.
الأمر الذي وصفته الأوساط بـ”الدجل التكتيكي” للظهور بمظهر الدولة الديمقراطية.. مع العلم بأن آمال وصولها إلى “العرش الرئاسي” معدومة لأنّ الشريعة الإسلامية لا تولّي امرأة شؤون الحكم.. ولو كانت ترفع شعار “حكومة صحية.. اقتصاد صحي.. مجتمع صحي”.. أو تزعم أنها ستأخذ “الحريات السياسية والاجتماعية على محمل الجد”.. وهو تعبير فضفاض وحمّال أوجه.. ولا يوحي بالأمن أبداً..
ولكن فلنتخيل وصول اللهيان إلى سدة الرئاسة فأي شعب هذا سيأمن من بطش امرأة شاركت مرّتين في “لجنة الأمن القومي” يعني “مخابراتية بامتياز”.. وكانت واحدة من بين 227 مشرّعاً رفعوا عريضة طالبوا فيها بإعدام المتظاهرين إثر “انتفاضة 2022”.. التي أودت بحياة الشابة مهسا أميني الرافضة للحجاب..
أي رئيسة جمهورية لا تستطيع مغادرة البلاد لأنّها خاضعة لعقوبات أمريكية وكندية لتأييدها عقوبة الإعدام للمتظاهرين.. بل وطالبت بإنزال تدابير قمعية ضد النساء والفتيات في بلدها..
بالمختصر ترشيح اللهيان واحد من اثنين إما أنّه “لعب ولاد” كما قالت الأوساط.. أو إنّها فعلاً انقلبت على “ولي نعمتها” – وهو أمر مستبعد جداً – فكيف بهذه الحال يمكن للشعب أنْ يأمن لإمراة تلعب على كل الحبال.. وتتلوّن كالحرباء قادرة على أن تتقلّب بين ليلة وضحاها..
مصطفى شريف- مدير التحرير