خاص شدة قلم: من المال النظيف إلى “حملة الشحادة”: ميسّرة!
سبحان مغيّر الأحوال.. التاريخ يكتب نفسه من جديد ولكن هذه المرة “بالمقلوب”.. فبعد عدوان تموز الإسرائيلي في العام 2006 رفعت رايات “خوش أمديد” وانهال “المال النظيف” على أصحاب الرايات الصفراء..
لكن اليوم وفي خضم الصراع “الحزبلاوي – الإسرائيلي في المناطق الحدودية الجنوبية.. وفي عز المعركة التي لم يظهر أي دخان أبيض لنهايتها.. خرج علينا إعلامهم بحملة “مسيّرة.. ميسّرة”.. يعني “شحادة أونلاين”.. يناشد فيها بيئته التبرّع لشراء صواريخ ومسيّرات من أجل إكمال المعركة.. بل وبالفم الملآن تطالب الحملة الإعلامية اللبنانيين بأن يكونوا جزءاً من المعركة..
ولكن السؤال: أين إيران؟! وأين مالها النظيف؟!.. وأين المدد الخميني من ورثة الثورة؟!.. وأين يد “الولي الفقيه” في نصرة المستضعفين؟!.. بل وأين الذهب المكنوز والدولارات المرتّلة لدى “القرض الحسن”.. أم إنّه الحصار الأمريكي لعب لعبته.. أو أنّ “الفرس” رفعوا اليد الطولى عن “ذراعهم اللبنانية” ومدّوها إلى طرفهم اليمني؟!
نقول هذا الكلام لأنّ الإعلان عن “حملة التسوّل” تزامنت مع الكشف عن تقارير تفيد بأنّ طهران زوّدت “الحوثيين” في اليمن بعدد من الصواريخ الباليستية من طراز “قدر” الذي يُطلق من البحر والبر معاً..
هذه الحملة قسمت اللبنانيين المقسومين أصلاً بين الرافضين لإعادة إعمار الجنوب على حسابهم.. وبين “بيئة الثنائي الشيعي” المذعنة لقرارات أولياء أمرها”.. لاسيما بعد معلومات عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تواصل مع البنك الدولي من أجل المساهمة في إعادة إعمار ما دمّره العدو الإسرائيلي جنوباً..
ولكن لا تزال التفسيرات كثيرة.. بغض النظر عن الضائقة المادية أو نقص التمويل اللذين يعانيهما الحزب من “أمه الحنون إيران”.. إلا أنّ مصدراً على اطلاع بالوضع اعتبر أن الحزب يحاول من خلال الحملة إظهار أن اللبنانيين يؤيّدون سياسته بمحاربة العدو.. إضافة إلى إثبات أنه يمتلك قاعدة دعم شعبي كبير رغم كل ما يجري في هذه المرحلة.
الخلاصة.. مهما جمعت الحملة سيعتبرها “سلفا” إعلام الحزب إنجازاً ونصراً شعبياً وتأييداً جماهيرياً.. ولو حتى لم تجمع ليرة واحدة بل إن إعلامه “الانتصاري دوماً”.. لن يعترف بأنّ يعيش ضغط التطورات المستجدة في المنطقة والعالم.. واتجاهات الدول إلى تنفيذ قاعدة “صفر أزمات ومشاكل”.. ومن بينهم إيران التي ستتحدد وجهتها المقبلة أواخر الشهر الجاري مع انتخاب خليفة للرئيس الراحل ابراهيم رئيسي.. والغد لناظره قريب!
مصطفى شريف- مدير التحرير