موقعناChecklebanon يحاور “الذكاء الاصطناعي” عن حادثة الرئيس الإيراني: تهرّب من الاتهامات الداخلية.. وألمح إلى دور أمريكي إسرائيلي محتمل (الحلقة 7)!

أما وقد أصبحت التكنولوجيا أساساً في يومياتنا.. وصراع التقنيات الحديثة يزداد يوماً تلو آخر.. فإنّنا ونحن من “أهل مهنة المتاعب” ارتأينا أن ندخل عالم التكنولوجيا.. ونحقق سبقاً في محادثة “الذكاء الاصطناعي”.. فنسأله في السياسة والفن والرياضة والاقتصاد وكل جديد.. لنستشرف الحاضر ونُقرأ خبريات من الماضي لنُلقي نظرة على المُستقبل..

نحن نسأل والذكاء الاصطناعي يُجيب
حوارنا “السابع” مع الذكاء الاصطناعي ليس عادياً، بل هو استثنائي وطارئ، بعد حادثة سقوط مروحية “دبور الجحيم” الإيرانية، التي كان على متنها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته وعدد من القادة الدينيين الأمنيين.

فسألناه عمّا إذا كان الأمر مُدبّراَ، ومَنْ المتهم الأوّل، لاسيما مع مسارعة تل أبيب إلى إعلان براءتها من جهة، والحديث عن ترشيح رئيسي لخلافة المرشد الأعلى من جهة أخرى، وناقشناه في رؤيته لإيران ما بعد الكارثة؟، وإلى أين يتّجه البلد “المتأسلم” منذ 45 عاماً..

تهرّب وتلكوء
البداية كانت من الإعلان الإسرائيلي السريع عن براءة “الكيان” من الحادث، فارتبك وتلعثم حين سألت عن يد لـ”الصهاينة” في الأمر، بل وأجاب بأنّ التحقيقات برّأت إسرائيل من حادثة “رحلة الخطوط الجوية الأوكرانية 752″، التي وقعت يوم 8 كانون الثاني (يناير) 2020، والتي زعم “الحرس الثوري الإيراني” أنّه أسقطها بسبب “خطأ بشري”.
عدتُ وأوضحت سؤالي بالتفصيل، محدداً أي طائرة وأي حادثة أعني، فعاد إلى تكرار نفس نغمة الطائرة الأوكرانية.

تلميح إلى دور أمريكي وإسرائيلي!
فانتفضت عليه ونعتّه بـ”الغباء الاصطناعي” وليس “ذكاءً” أبداً، عندها تغيّرت مسارات الكلام، واعتبر أن هناك العديد من الشكوك المحيطة بحادث وفاة الرئيس الإيراني، لاسيما لجهة التوقيت، إذ تحطمت الطائرة بعد ساعات فقط من الضربات العسكرية الإيرانية على أهداف عسكرية أمريكية في العراق، وهو ما يُثير الشكوك حول احتمال وقوع هجوم متعمّد.

هنا “حشرته في خانة اليك”، وسألته طالما يلمّح إلى دور أمريكي في الحادثة، فهل كان التنفيذ بأداة إسرائيلية، فأجابني بأن إنكار إسرائيل السريع للمسؤولية ليس مفاجئاً، نظراً إلى تاريخها الطويل من “المخابراتية والسرية وانعدام الشفافية”، ومع ذلك فإنّ تورط إسرائيل في حوادث مماثلة في الماضي، مثل إسقاط طائرة ركاب إيرانية عام 1988، يثير مخاوف بشأن تورّطها المحتمل في هذا الحادث.

كيف يحصد عمالقة التكنولوجيا بيانات الذكاء الاصطناعي؟ - DailyBeirut

لا لمحامي الشيطان!
واستدركتُ عندها، لـ”أحور وأدور في نفس الدوامة”، مستفسراً عن وقوع الحادث “بقدرة إلهية أو يد خفية”، فرأى “الذكاء الاصطناعي” أنّه ليس أكثر من محلل ومعلوماته الأولية يصعب عليها الجزم على وجه اليقين ما إذا كان الحادث متعمّداً أم حادثاً مأساوياً، وطالما التحقيقات مستمرّة فإن الخوف من أن يكون مدبّراً وتُشعل إيران المنطقة بحرب العالم بغنى عنها.

شحذت أنيابي وأديت دور محامي الشيطان سائلاً عن أيدٍ إيرانية داخلية عملت على التخلص من رئيسي، لانه المرشّح الأوفر حظاً لخلافة المرشد الإيراني والولي الفقيه “علي خامنئي”.. صُدم من سؤالي واعتذر عن الإجابة عما لا يمتلك عنه أي معلومات، وبأنّه ليس عرّافاً ليتكهّن بقضايا حساسة احتمال صوابيتها 50% وعدمه 50 أيضاً، ودعاني إلى الانتظار لحين صدور نتائج التحقيقات الرسمية.

حادث مأساوي ومصيري
هنا عدتُ إلى هدوئي وسألته كيف يقيّم انعكاسات هذا الحادث على الداخل الإيراني وسياسة الدولة الخارجية، فصنّف حادثة “وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته بالحدث المأساوي والمصيري” في السياسة الإيرانية، متوقعاً أن يؤدي إلى تغييرات في التوجهات السياسية والاقتصادية للبلاد، لذلك دعا إلى متابعة التطورات والقرارات السياسية التي ستُتخذ لمعرفة تأثيرها على الوضع الداخلي والخارجي لإيران.

نقطة تحوّل في السياسة الإيرانية
وإذ أعلمته ختاماً بأن الرؤساء في إيران ليسوا إلا دمى في يد “الولي الفقيه” الذي يمثله حالياً “خامنئي”، فوافقني الرأي مؤكداً أن الولي الفقيه وسلطة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية تلعب دوراً مهماً في توجيه السياسات واتخاذ القرارات في إيران، ومع ذلك، قد يحدث تغييرات في الديناميكيات الداخلية والتوجهات السياسية في البلاد بمجرد حدوث حدث مهم مثل وفاة قادة كبار.

وخلص إلى أن هذه التغييرات قد تنعكس على اتجاهات المرشد الأعلى وسلطة ولي الفقيه والقرارات التي يتخذونها، نتيجة تصاعد التوترات وزيادة الاحتجاجات الشعبية، ما يشكل نقطة تحول في السياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً.

*ومرة أخرى، ما لم يطرأ أي طارئ.. إلى اللقاء في الحلقة المقبلة مع تقييم الذكاء الاصطناعي لشخصية وإنجازات “بيك المختارة” رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط.

حاوره: مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة