أحمد قعبور: طقاطيق وبوب و… «كعك العبّاس»!
يتلهّف الجمهور اللبناني إلى لقاء الفنان أحمد قعبور اليوم في «دار النمر للفن والثقافة» حيث يطلق مجموعته الجديدة «ما عندي مينا» بدعوة من «نادي لكلّ الناس»، على أن تتخلّل اللقاء تأدية أغنيات جديدة مع عرضٍ لأُخرى مصوَّرة وحوار حول الإصدار الجديد. تشتمل مجموعة «ما عندي مينا» على عشر أغنيات، كتب قعبور معظمها ولحّنها وغنّاها باستثناء «دَيْكِي» (من كلمات الشاعر الراحل عصام العبدالله)، و«ما في حدا بيدقّ عَ بابي» (قصيدة لبومدين الساحلي)، و«ماتت ورود» وهي أغنية قصيرة كتبها الشاعر إبراهيم شحرور… لم تصدر مجموعة «ما عندي مينا» في CD كما أخبرنا صاحب «أناديكم»، فـ «مثلما قتلت ثورة التكنولوجيا الكاسيت، ها هي تكاد تنهي ما يُعرَف بـCD لأنّ الأغاني أصبحت متاحة في الفضاء الإلكتروني والمنصّات». وعليه، ستتوافر مجموعته على صفحته الخاصة على يوتيوب بدءاً من الغد، وعلى المنصّات الأخرى أيضاً. يقول لنا قعبور إنّ ثمة أغنيتين في المجموعة تنتميان إلى الطرب الشعبي الخفيف، وهما طقطوقتا «مَن طَلَبَ العُلا» (غناء «الفرسان الأربعة» الذين أعانوه في الغناء الجماعي)، و«كَعْك العبّاس» التي «تصطبغ بطابعٍ شعبي بسيط لكن غير سهل، وهي الأغنية الوحيدة في المجموعة التي تحمل موقفاً سياسياً مباشراً».
أما أغنية «ما عندي مينا»، فنُسِجتْ خيوطها بمِغزل «الفالْس». الجريمة الكبرى المتمثلة في تفجير مرفأ بيروت عام 2020، دفعت قعبور إلى التعلّق أكثر بالمدينة والبحر ليقول «ما عندي مينا بس عندي البحر». يقول لنا: «حبّ الحياة حثَّني لحنياً على الجنوح نحو الفالْس لأشعر بالاسترخاء الذي أحتاج إليه ولا أعيشه». وتندرج الأغنيات الأخرى في خانة «البوب»، علماً أنّ هناك أغنيات لا تنتمي إلى الطقطوقة ولا «البوب»، «فهي تبدأ في مكانٍ وتنتهي في آخَر، ويتغيّر مقامها ربّما» وتسعون في المئة من الآلات في الأغاني حيّةٌ و«نادراً ما لجأنا إلى الكيبورد».
يعبّر قعبور عن حزنه لما يحدث في لبنان عموماً، قائلاً: «كانت البلد تعجّ بالناس والمقاهي والمسارح، وكانت ثمة طرقات يسير فيها العشاق وطلاب المدارس والجامعات، وقد أمست للأسف الشديد أرصفة للابتذال ورعاع الشوارع، وصارت أمكنة محتَلّة بكل صفاقة، ما أدّى إلى سقوط المكان (المدينة أو القرية أو البلدة)، وهذا ما يحدث أيضاً في بيروت، لذلك كتبتُ ولحّنتُ «وِمْنِسْأَلْ يا بيروت» لأسأل أين نحن من كبوة المدينة، وما الذي علينا فعله في هذا الجوّ من السقوط المدوّي؟!».
برأيه، لا ينحصر الأمر بلبنان، بل «إنّ المنطقة بأسرها والمدن العربية من الأنبار، والموصل، وبغداد إلى حماه، وحمص، وحلب، وبيروت سقطتْ ما بين مطرقة «الشيطان الأكبر» ومطارق شياطينه الصغيرة، فلا يستقيم الصراع مع الشيطان الأكبر من دون شياطينه الصغيرة». ويردف قائلاً: «أقصد الإشارة إلى القوى الإقليمية وكل مَن يستثمر في القضايا استثماراً بالدم اللبناني، والفلسطيني، والعراقي، والسوري».
الفنان الملتزم الذي لطالما شدا بشفافية للناس والأرض، يرى أنّنا نعيش وسط مجموعة محاور من الظلم، والظالم ليس المحتَلّ فقط، بل هو أيضاً الفاسد والقاتل والخائن، مضيفاً: «يجب أن يكون لدى الفنان ما يقوله، لكن إذا كان يريد أن يكرّر نفسه، وأن يتحدّث عن القضايا مثلما كان يتحدّث في بداياته، فالأفضل عندئذٍ الصمت. أغنياتي الأولى كانت عناوينها كبيرة مثل «فلسطين»، و«الشهداء»، و«جنوبيون»، و«مقاومة»، و«يا رايح صوب بلادي» وغيرها. أنا ابن هذه الأغاني وتعني لي الكثير، لكنني الآن أحبّ أن أتوغّل أكثر في القيمة الإنسانية والأخلاقية لأعرف كيفية الإشارة بإصبعي إلى القاتل والمجرم والمستبدّ والمحتل». يؤمن قعبور بأنّه لا يزال هناك متّسع في حياتنا للأغنية والقصيدة التي تحاول أن تقول شيئاً جديداً، بعيداً من الاستنهاض والحماسة المباشرَين «اللذين لستُ ضدّهما لكنني أؤيّد مقولة أنّ الفنّ يجب أن يحاول اكتشاف حقيقة ما يحدث داخل الإنسان والمجتمع».
* إطلاق «ما عندي مينا» لأحمد قعبور: س: 19:00 مساء اليوم ـــ «دار النمر للفن والثقافة» (كليمنصو) ـ للاستعلام: 01/367013
الاخبار