خاص: “ع أمل”.. دراما العنف الأسري في مبالغات فوق الخيال… “مقطّعة موصّلة من كل وادي عصا”!

أوشك الشهر الكريم على الرحيل.. حاملاً معه بحراً واسعاً من الأعمال التلفزيونية بكل اللهجات العربية.. التي عجز أحدها أن يكون رقماً صعباً أو علامة فارقة في تاريخ الدراما.. أو أقلّه متميّزاً عن السنوات القليلة التي مضت..

ومن هذه الأعمال “ع أمل”.. قد يحتار المُشاهد العادي من أين يبدأ.. نحن لا ندّعي نقداً ولا تقييماً، بل رأينا ينبع من وحي ما شاهدناه وترك فينا انطباعات..

بداية، مسلسل بميزانية محترمة جداً.. صور وكاردات ومتعة للمشاهد تحت إدارة المخرج المتمكّن للسوري رامي رحنا.. رغم أنّنا لا نفتقر إلى المخرجين اللبنانيين المقتدرين فكراً وابتكاراً..

أما إقحام الممثل السوري مهيار خضور في العمل لمنحه طابع الدراما العربية المشتركة.. كان لزوم ما لا يلزم.. فلم يُقدّم أو يؤخّر في أحداث العمل.. بل لعله كان غير منطقي انطلاقاً من وجود شخص سوري الجنسية في الجامعة الأمريكية..

بدوره، بديع أبو شقرا كان “حبيب الست”.. ما زال على نفس إيقاع دوره في “للموت” العاشق المتيّم بالبطلة الهيفاء.. فيما الكل يعرف مدى قدرات بديع التمثيلية.. إضافة إلى المساحات القادرة على ملئها بمفرده.. لكنه كان في شخصية العاشق بـ”ع أمل” مكبّلاً بقيود نص أضعف من قدرات الممثل..

نأتي للنص الذي ومع احترامنا وتقديرنا لموضوعه المهم إنسانياً واجتماعياً على المستويات العربية والعالمية عموماً.. والتي آن الأوان للخروج من قوقعتها.. لكن طرح العنف ضد النساء جاء على قاعدة الدراما التركية.. وقصص الماضي التي تعود.. و”المسلسلات الهندية”.. فتابعنا حبكة “مقطّعة موصّلة من كل وادي عصا”..

وعلى قاعدة شخصيات وأدوار ثانية قد تترك علامات فارقة.. فإنّ ثنائية إلسا زغيب وكارول عبود كانت مختلف ومتميزة.. الدور المتميز للقديرة نوال كامل بشخصية والدة البطلة “يسار” (ماغي بو غصن) براعة في الأداء..

ونصل إلى بطلة العمل.. قد تكون ماغي لا تزال تعيش أحلام ثنائيتها مع دانييلا رحمة في “للموت”.. دون أن نقلل من براعتها وقدراتها التمثيلية.. إلا أنّها بلغت في “ع أمل” حد المبالغة الزائدة عن الحدود..

ردود الأفعال كما الأفعال تفوق التوقعات وحتى تفوق المطلوب.. الفرح والبكاء الانهيار والرضا والحب وأي رد فعل هو “Over dose” دون مُسبب.. أما اللجوء إلى تقليد رضوى الشربيني من جهة ثم إظهار ما يمثّل ويجسّد غباء مواطنتها ياسمين عز في سياق أحداث المسلسل “كله على بعضه ما إلو لزوم”..

بالمختصر ودون إطالة.. وإن كانت شخصيته شريرة إلا أنّ عمّار شلق Chapeau bas أداء متميز ومقنع.. رغم أنّه “زادها شوي بالعنف”.. لكن هناك على أرض الواقع من يذهبون حد القتل دون أن يرف لهم جفن..

ليبقى أنّ قضية العنف الأسري والمجتمعات الذكورية.. كانت تستحق أسلوباً أكثر واقعية لطرحها.. بعيداً عن المبالغات وتسليط الضوء بالأسلوب الهندي على ماض عنيف لإعلامية.. قررت أن تنتقم لجنسها بعدما امتلكت قوة الإعلام بين يديها..

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة