خاص شدّة قلم: عن وزير مسؤول عن “دعس” الشعب… وحاشيته الملكيين أكثر من الملك!!

أتذكرون زمن ثورة 17 تشرين الأول 2019.. يوم اختفى “المسائيل” من أكبرهم إلى أصغرهم خلف جدران منازلهم.. أو تحصّنوا بمكاتبهم وحرسهم المُتشدّد خوفاً من الشعب.. ها هي مواكبهم عادت لتنقضّ على هذا الشعب.. ويستعيدون أمجادهم على أنقاضه..

بالأمس وضمن فعاليات “بيروت العيد” في وسط بيروت.. ارتأى “معالي” أحد الوزراء أن يزور المكان وسط الزحام والازدحام والناس الساعين إلى فُسحة نور في الشهر الفضيل.. وراح يكيل على الشاشات عشقه لبيروت وأهل بيروت.. حتى أوشك “فراعنة” حاشيته أن يدوسوا على الناس من أجل عبوره بينهم..

حلّ الوزير في قلب المكان بتمام الثامنة تقريباً.. وبدأ الحاشية والمُحيطين بدفع الناس و”تدفيشهم” ليعبر معاليه.. وكلما عَبَرَ في ركن أو زاوية.. ازداد التدافع من “المنافقين” الراغبين بالسلام على الوزير والتقاط السيلفي معه من جهة.. ومن جهة أخرى ازداد منسوب دفع حاشيته من مدنيين وعسكر للمواطنين ليعبر “جلالة قدره وقيمته”..

ولكن صادف أنه مساء الأمس كان “كورال” مدرسة علي بن أبي طالب – المقاصد.. يتحضّر لإحياء وصلة إنشادية في المكان.. وتلبية لرغبة “معاليه” بالمشاركة سارعت إحدى جنود حاشيته بالحث والنط والقفز.. من أجل تسريع حضور الأطفال التلامذة.. لأن “يا حرام وقت معاليه ضيّق.. وبدّو يكرّمهم ويتصور معهم”..

كاتب هذه الكلمات.. ساعدهم وأوصلهم إلى المعلمة المسؤولة التي أجرت اتصالاتها من أجل تسريع حضور التلامذة وبالفعل هو ما كان.. وبدأ الأهالي يتراصّون لمتابعة أبنائهم وإذ بالحاشية “الملكيين أكثر من الملك نفسه”.. يدفعون بالناس إلى الخلف لأن الوزير سيعبر من هنا.. وانضم إلى الحاشية “أحد عناصر الحماية الأمنية في المكان”..

تلاسن وإياي ودفعني متوعّداً ومُستخدماً أسلوباً لا أخلاقياً.. على اعتبار أن “صاحب الدولة والمقام أهم من الناس”.. وتنازلت وتراجعت كي لا أتسبب ببلبلة.. ولكن ما أن أنهى وصلة التصوير ورحل.. كادت حاشيته أن تدوسنا كالحشرات.. بدأوا بدفع الناس يمينا ويساراً.. وكانت طفلتي الصغيرة بصحبتي لتتابع شقيقتها.. وكادت أن تختنق بسبب دفع أحد عناصر الحماية المدنيين لها بوحشيته..

في الختام.. نحن قوم نستحق ما يفعلونه بنا لأنّنا نوصلهم إلى ما هم عليه.. مفهوم الوزير أو النائب أو أي صاحب موقع وسلطة هو خادم للشعب.. وراتبه الضخم الذي يتقاضاه من أجل حماية الشعب وتأمين حقوقه.. إلا في عالمنا العربي وطبعاً لبنان.. المسؤول غير مسؤول عن الشعب.. بل مسؤول عن “دعس” الشعب..


مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة