أصحاب المطاعم والمقاهي يترقّبون الأعياد والمغتربين: “نتفرّج” على البتروسياحي العربي يزدهر ويحلق بينما نحن في غرفة الانتظار
انخفاض عدد المؤسسات السياحية من 8500 إلى 4500 في الأشهر الأخيرة
رأى رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية والباتيسري، طوني الرامي، أن أمام القطاع السياحي فترة تجريبية لعيدي الفطر والفصح “ستكون بمثابة تجربة مصغرة، فإذا حصلت حركة أقلّه من المغتربين، يمكننا أن نتأمل خيراً للصيف”.
كلام الرامي جاء في بيان عرض فيه كافة المراحل والتحديات التي مرّ بها القطاع السياحي في المرحلة الأخيرة، وذكّر بأنه “بعد تراكم الأزمات في السنوات الماضية، استعادت السياحة بريقها العام الماضي وكان موسماً صيفياً كاملًا عملنا فيه ككل القطاعات السياحية لمدة 70 يوماً”.
7 تشرين الأول
وبعد جولة للرامي على المراحل التي مر بها القطاع السياحي على مدار السنوات الأخيرة الماضية والتي تخللها ازدهار وتراجع بشكل متفاوت قال: انعكست احداث 7 تشرين الأول 2023 على لبنان فجاء وقعه علينا “كالساطور”، فشهدت المطاعم انخفاضاً دراماتيكياً بسبب “نقزة” الحرب والعامل النفسي، دخلنا للأسف في وضع “الحرب واقتصاد الحرب”، ونحن اليوم في صلبه، والواقع مؤلم جدّاً على الدورة السياحية كلّها.
وعندما حصلت الهدنة لأول مرة وبالتزامن مع الأعياد الشتوية، أخذ قطاع السياحة جرعة أوكسيجين لمدة 8 أيام لكنها لم تكن على قدر التطلعات وغير كافية”
ولفت الرامي إلى أن “المواجهات انعكست على الدورة السياحية برمّتها: فمكاتب السياحة والسفر مكبّلة اليدين غير قادرة على طرح رزم سياحية (incoming & outgoing) بسبب القلق في الداخل والحظر في الخارج. أما مكاتب إيجار السيارات فتعمل بنسبة 10 في المئة، من أصل 8000 سيارة هناك 800 سيارة مستأجرة من قبل الجمعيات غير الحكومية المحلية والعالمية (NGO). وبالنسبة إلى الفنادق والشقق المفروشة وبيوت الضيافة، لا يتخطى إشغالها 10-15 في المئة، بينما الأدلاء السياحيون عاطلون عن العمل ويتابعون نشرات الأخبار عن شاشات التلفزة في منازلهم”.
مطاعم ومقاهي
أما من ناحية المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية والباتيسري، فهناك حوالى 100 من العلامات التجارية الأكثر طلباً ورواجاً هي التي تعمل بشكل مستمرّ. وهذا يعتبر طبعاً مؤشراً إيجابياً، على ما يقول الرامي. فالفئات العمرية الكبيرة تخرج إلى المطاعم يوم الإجازات فقط، وأغلبها يقصد المطاعم اللبنانية، أما الفئات العمرية الشبابية الميسورة، فتخرج تكراراً على المطاعم الرائجة والشبابية. وهذا ما يعطي انطباعًا أن القطاع كله بخير، إلا انه شهد إقفالًا وصل إلى الـ50 في المئة، حيث انخفض عدد المؤسسات من 8500 إلى 4500.
وتابع الرامي: لاحظنا مؤخراً فورة في فتح المؤسسات المطعمية، ويعود سببه إلى استياء الأفراد من جمع أموالهم في المنازل لأنهم غير قادرين على إيداعها في المصارف، فيقومون باستثمارات في القطاع المطعمي، إلا أنهم يصطدمون بواقع الأكلاف التشغيلية الباهظة والكلفة المرتفعة للمواد الأولية ذات الجودة، فتعود هذه المؤسسات إلى الإغلاق، بسبب قلة الخبرة عند البعض. هذه الدورة الصغيرة من الاستثمارات لا تكبّر سوق العمل بل تجعل منه دورة مغلقة.
أضاف: من كل 10 مؤسسات جديدة في السوق يبقى منها 3 من أصحاب الخبرات الذين ينجحون ويبدعون ويزدهرون في هذا المجال، ونرفع لهم القبعة، أو يبقى من العلامات التجارية التي هي أصلًا موجودة في السوق. لذلك نرى إن الاستثمارات في قطاع الطعام والشراب يحتاج إلى التروّي ودراسة سوق واستشارات خاصة وخلفية علمية ومهنية.
لا تصور للموسم السياحي
لهذا لا يمكن ان نضع أي تصوّر للموسم السياحي الصيفي لأننا نعيش يوماً بيوم، ولا نعرف إذا ما ستتوسع دائرة الحرب، يقول الرامي، فالسائح الأوروبي الذي يحجز مسبقاً الرزمة السياحية لن يضع لبنان في حساباته، والمغترب اللبناني في البلاد البعيدة (long distance) سينكفئ عن المجيء، والمغترب (last minute planner) في دول الخليج سيمضي أيامًا قليلة لزيارة العائلة ثم يعود ليغادر إلى وجهة أخرى أكثر أمانًا”.
وتابع: “على الهامش الآخر ها نحن في لبنان “نتفرّج” على البتروسياحي العربي يزدهر ويحلق بينما نحن في غرفة الانتظار عاجزين ومقهورين، نتساءل ماذا نفعل بأنفسنا بعد؟ لا استقرار ولا إصلاحات ولا قرارات حازمة ولا رئيس ولا من يحزنون.
المدن